المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
رداد السلامي
رداد السلامي
رداد السلامي

بكالوريوس صحافة - جامعة صنعاء.

الكتابة الأدبية والسياسية والفكرية -العمل السياسي والحوار الفكري.
عمل في صحيفة الأهالي منذ تأسيسها كاتب تقارير صحفية.
عمل في صحيفة الناس لفترة وجيزة.
عمل في صحيفة المصدر الأسبوعية لفترة وجيرة.
كاتب عمود ثابت في صحيفة الديار تحت عنوان وطن.
كتب في مجلة النيوزوييك العربية لمدة ثلاث سنوات.
لديه عدة كتابات في صفحة الرأي في صحيفة القدس العربي.
له أكثر من (250) مقال في مواقع اخبارية والمنتديات الادبية والثقافية على شبكة الانترنت.

الأدوار السياسية والاجتماعية:
ناشط سياسي وحقوقي في الثورة ومثقف عضوي. وكاتب طليعي منحاز لقيم الخير والسلام والنهضة والبناء.

التقديرات والامتيازات:
حائز على جائزة أفضل مقال أدبي سياسي في المسابقة الثقافية الكبرى التي نظمها الاتحاد العام لطلاب اليمن في جامعة صنعاء عام 2007م.


حافظ على مشاعر من تعطيه.


هناك عطاء يستتبع معه نوعا من التعالي الجارح الذي لا يشعر به إلا المُعْطَى ، وهذا يفسر الحقيقة النفسية والإيمانية للشخص المُعطِي لأنه لم يكن في صميم نفسه مخلصا ، نواياه لا تتفق مع الالتزام الروحي والأخلاقي للمفهوم الإيماني الحق الراسخ في النفس والموجه لمختلف نشاطها المادي والمعنوي ، وهذا أمر لا تكشفه فقط أحيانا الوقائع المادية والعلاقاتية ولكن تكشفه المشاعر الروحية الكامنة في النفس الإنسانية " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى " قرن العطاء بالتقوى لأن التقوى يشكل الحاجز الرادع لأي تصرف أو شعور يؤذي الآخذ بأي شكل ينبغي أن تكون تقيا حين تعطي لا دافع لعطاءك سوى التقوى والتصديق بالحسنى.
إن التقوى الشرط الأساسي لما تقوم به من اعمال صالحه وأبرزها العطاء ، إن منطلق حقيقة ودافع عطاءك يتجلى أيضا من خلال التزام قيمة التواضع لمن تعطيه إن التكبر في مواجهته هو نوع من الإيذاء الذي يشكل معه ازدراء يرفضه الوعي الفطري السليم وينبذه الحس الأخلاقي الإسلامي الرفيع " قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أَذى " مع أن الصدقة مهمة لكن أهميتها تنبع من كونها صادرة من تقوى يوقر الله فالله الذي أغناك وأقناك وجعلك في موضع المُعطِي وبالتالي تعطي من ماله الذي اعطاك لعبادة من أجله ، الإسلام يراعي الأحاسيس النفسية للإنسان لأن أهم ما لديه هي مشاعره وأحاسيسه وكرامته الذاتية ،فلا تتجاسر عليها بإيذاءك وكبريائك ومنِّك وأذاك واحتقارك .
لأن المعادلات قد تتغير مهما اعتقدت أنك أحكمت ضبط إيقاع الحاضر بما يضمن استمرارية وجودك غنيا مستكبرا مهيمنا عبر أجيالك " أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا " " ما أظن أن تبيد هذه أبدا " إن كثرة ذريته وثراءه أشعره بكل ما جعله مستحقا لعقاب الله وأوحى اليه زيفا بأنها ستصبح ميراثا محكم الانتقال والتداول لأجياله لقد ظن أنه كما يمتلك الحاضر سيمتلك المستقبل وانه لو كان هناك قيامة ومرد الى الله سيجد أفضل منها لانه أعطاه في الدنيا وهذا دليل استحقاقه الجنة فيما لو كانت هناك جنة ، والتشكيك بوجود الآخرة هو تشكيك بوجود الله سبحانه وتعالى وعدالته "وما أظن الساعة قائمة" ، "أيحسب أن لن يقدر على أحد".!
إن الله يداول الأيام بين الناس بشكل لا تعيه يفوق توقعاتك ، فإيقاع الحياة لا يستمر على النحو الذي تظنه اذ لم يكن التقوى هو الأنامل الراسخة التي تعزف مختلف أنشطتك وتفاعلاتك وعلاقاتك ، وتدفع بك الى كل فضيلة أخلاقية قصدها الله وحده والتصديق بما عنده وغاب عنك " الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وَمِمَّا رزقناهم ينفقون" .
بواسطة : رداد السلامي
 0  0  12.9K