المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
دكتوره حياة الهندي
دكتوره حياة الهندي

عن دكتوره حياة الهندي

خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية

يعود رمضان (٤)



يعود رمضان لنكتب عنه للمرة الرابعة ، وبنفس العنوان غير أنّه اُختصر وقُلص بعدما كان ( يعود رمضان ولا يعودون هم !)

في السنة الثانية لكتابتي ليعود رمضان ولا يعودون هم أخبرتني الأستاذة /وديعة الحربي أنّ أحدهم اقترح أن يكون العنوان فقط ( يعود رمضان ) أخبرتها أنّه هكذا إحساسًا وفكرةً ومضمونًا، واليوم وأنا أكتب للسنة الرابعة عن عودة رمضان وجدتني استجيب واختصر وأيضًا بنفس الإحساس والفكرة التي سأتركها تتجلى على حاسوبي تعيدني لنفسي ، وتقرأونها من بعدي لنكتشف الحقيقة التي كلما مضى بنا العمر وأقبل علينا رمضان وهلّت لياليه ، وجدنا أنفسنا أمام التغيير ؟

التغيير الذي يشعرنا بالتغيير !

ولو تقبلنا الحقيقة لكانت الدنيا بسيطة ، لكننا لم نستبسطها بل منحناها الحجم الكبير ، وأثقلنا كواهلنا بها ، ولأجل عينيها أتينا بالكثير، بخلنا، قسونا، نسينا، ظلمنا، كذبنا، اغتبنا ، سرقنا، لعبنا، لهونا ، حقدنا، أفسدنا، فعلنا كل شيء لنفوز بها.
والدنيا دائرة وتدور فمن كان بالأمس وضيعًا هاهو اليوم يعلو ويزبد ويرعد!

فهو يريد أن يسترد حقه فيمن قلله وسخر منه وامتهنه بالأمس !

و ما كان بالأمس بعيد، اليوم هو أقرب من حبل الوريد!

التغيير أرخى ستائره على كل شيء ، لم ينجو أحد من التغيير ، ولم يتعثر أحد وهو يدرك هذه الحقيقة ، بل على العكس ازداد ثقة ويقين وأصبحت عبارة (دوام الحال من المحال ) و(كل شيء يتغير) ( غدًا أجمل !) من العبارات التي نرددها ليتشافى الجريح، وينهض الغريق، ويستطيب العليل.

يعود رمضان لتتغير عاداتنا، أفكارنا، منهجيتنا، لنرتاح قليلًا من عبث المردة الشياطين لتنهض أرواح شفافة جديدة داخلنا ، لم نكن لنشعر بها لولا نفحات رمضان التي تعود لتخبر العالم أجمع أننا نحن المجتمع المسلم الذي لايحتاج لا مراسيم ولا اجتماعات ولا بروتوكلات لينتظم خلال شهر واحدٍ في السنة لنكون جميعًا غير المعذورين في مشارق الأرض ومغاربها في شمالها وجنوبها متفقين أن نصوم هذا الشهر أجمعين!

أن يعرف العالم عنًا بكل دياناته وبكل ثقافاته، أن المسلمون أقوياء على شهواتهم، منضبطين ، ملتزمين بدينهم فخورين ومتمسكين لأنّهم وهم يبحثون ويكتشفون علموا أنّ التغيير عظيم، وأنّ له فوائد جمة وخيرٌ عظيم على الجسد والروح، وعلى إحساسٍ نعيشه أجمعين مضني قليلًا لكن بعده الفرحة فرحتين، فيه الأجر مضاعف، وفيه ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، وفيه عدنا ولله الحمد نسأل الله أن يبلغنا الصيام والقيام ويقبله منا ولمن لمن يعد عليه رمضان فله منّا خالص الدعوات .
ومع كل تغيير كونوا الأقوى والأعز والكرام بهذا الدين ، فحياةُ بلا تغيير حياة لا تستحق التعبير !!!

وكل عام ونحن وأنتم للتغيير مواكبين، وبديننا أصيلين ومتأصلين.





 0  0  17.9K