شهر رمضان عبادة لا عادة
أهلَّ الهلالُ فحلتْ روحانيةُ البال، فأهْلا بك ومرحبا، شهرَ رمضان، نزلتَ أهلا وحللتَ سهلا.
فبادئ ذي بدء نهنئ الأمتين الإسلامية والعربية، ونهنئ كل من يقرأ مقالتي هذه بحلول الشهر وكل عام وأنتم من عواده.
شهر رمضان له مقاصد، وغايات آخرى غير المقاصد، والغايات المعهودة الداخلة والمنكرة والتي نراها من مباهاة بالموائد وسهر الليالي ونوم النهار، وزيارات مجدولة، وتفننا بالمصابيح والشعارات والإنارات وإقامة الألعاب والفعاليات، ومشاهدة المسلسلات الخليعة، حتى حالت بيننا وبين المقصد والغاية من الشهر المبارك.
فالشهر للعبادة والطاعة: صيام النهار، وتلاوة القرأن، وقيام لياليه تراويحَ وتهجدًا وانتظار ليلة القدر التي هي خير من ألْف شهر، أفضل ليالي السنة، فهذا المقصد والغاية، وهذا حال سلف الأمة الأخيار، فلا غاية له ولا مقصد إلا العبادة المحضة، والتي يزداد العبد بها تقربا لمولاه جل في علاه، حتى يفوز برضاه، فشهر رمضان وسْمٌ ورمزٌ للعبادة والأعمال الصالحة، لا وسم ورمز للعادات والأكلات والفعاليات الدخلية والمنكرة.
فاللهَ اللهَ، والموسمَ الموسمَ، في العبادات والطاعات...
فالحكمة واضحة جلية، والغايات معروفة معلموة؛ فانغمسوا في العبادات والطاعات واتركوا العادات للعيد السعيد فلكم فيه فسحة وسَعة.
فاللهَ أسالُ أن يُعيننا على صيامه وقيامه وقرأة القرآن، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.