المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
شيخه محمد العولقـي
شيخه محمد العولقـي

مذكرات إمرأة لايهزمها ....الحزن الحلقة (الأخيرة)


ذهبت إلى غرفتي ...بكيت قهرا وحزنا ...كتمت صرختي التي كادت توقظ ابنتي التي كانت نائمة بسريرها ....
ما كل هذا الذي يحصل لي ?
كيف يكون لي أخ ولا أستطيع البوح له بذلك ?
كيف ينبض قلبي له بالحب كحبيب وهو أخي?
كيف أبرر له عدم رغبتي بالزواج منه?
كيف أحافظ عليه ولا اجرحه أو أهجره أو يهجرني?
كيف أحرم من حضنه وهو ....أخي?
لماذا يحطم الحزن قلبي للمرة الثانية ولكنها بمئات المرات?
لماذا ياجدتي قسوتي على أبي ...ولماذا تركتيني وحدي ....أكاد أجن ...لدي أخ ولا أستطيع الاعتراف له بماعلمت?

في تلك الليلة لم يعد يوسف إلى البيت وشعر خالي بالقلق عليه وكان ينتظره ويتصل عليه ...ولكنه لم يرد على الاتصال?
مضى خالي سهرانا قلقا عليه ينتظره عند باب المنزل تارة واخرى بفناء المنزل ...
وخالتي تخرج من غرفتها تسأل عنه وهي تبكي خائفة من أن يكون قد سمع شيئا أو عرف الحقيقة فتركها...

في الصباح عاد يوسف وكان باديا عليه الارهاق والتعب جميعنا كنا ننتظره بلهفة وقلق وحين سألناه عن سبب تأخره وعودته بهذه الهيئة وعدم رده على اتصالات خالي ..اخبرنا بأن صديق له تعرض لحادث بأطراف المدينة وذهب مع أصدقائه لمساعدته!
لا أعلم لما لم اصدقه رغم محاولتي لذلك !
هل يعقل أن يكون سمعنا وعلم بالحقيقة وتظاهر بالعكس?!
كان علي أن أعاند مشاعري وأجبرها أن تتحول إلى مشاعر أخوية وإظهار عكس ما أشعر به تجاهه وكان كل ما يؤلمني هو ألمه من مشاعري ....الأخوية!
وكأن قلبي بين المطرقة والسندان...
بعد بصعة ايام نادتني خالتي وقالت اي مالم يكن بالحسبان
اخبرتني أن يوسف طلب منها أن تخطب له أخت صديقه المقرب أخر الأسبوع!
كنت بموقف صعب هل كان شعوره تجاهي عابر وبمجرد ان وجد البديل صد عن فكرة الزواج بي?
أم أنه كان يريد أن يتزوجني فقط لخدمة والديه ...وحب حياته هي أخت صديقه?
أم أني توهمت انه يحبني?
أم انه علم الحقيقة وتغاضى وتجاهل?
مرت الأسهر وتم زواج يوسف واستقر سعيدا معنا وكانت زوجته طيبة ولم تحدث اشكاليات كوني أعيش معهم ولم تغر من اهتمام يوسف بي وب أبنتي ...وكأنها عوض من الله أن تكون أختا لي ...
وبعدها بعام تزوجت زميل اي بالعمل تقدم لخالي وتم الزواج رغم أني في تلك الأيام لم أحما له بقلبي تللك اللهفة والحب ولكن بعد الزواج بدأت أكتشف معدنه الثمين ...وكأنه قطعة ألماس نادرة ...كان حنونا عقلانيا وعاطفيا رحيما ب أبنتي وكأنه والدها رغم أنه لم يسبق له الزواج والإنجاب فعرف معنى الأبوة مع ابنتي وهي عوضت الأب به واصبحت تناديه ...أبي...فلم احبه فقط بل عشقته وعلمت جمال الحياة معه ...
ها أنا الأن أختم مذكرتي لك ياجدتي ...والريم تبلغ خمسة أعوام ونحتفل معها بذكرى مولدها وأخويها التوأم معها ...
لقد رزقني بتوأم وكأنهما ووالديهما عوض الله لي بعد أن كنت وحيدة ...
بدات عائلتي تكبر وبدات أنضج ورغم كل شيء اظل لا أقهر ولا أهزم إلا مرة واحدة هزمني سر يوسف فأسر قلبي إلى الأبد ...

تمت بفضل الله ....
 3  0  17.7K