مذكرات إمرأة لايهزمها ...الحزن الحلقة الثالثة والعشرون
بالمساء جاء خالي وكان باديا عليه القلق وقال لي سأذهب لجاري أبو عبدالله ... لاتنسي أن تعطي خالتك الدواء ...
فقلت له سأذهب إليها الآن كي لاتمل وحدها نظر إلي نظره وعيناه تراوغ الدموع وقبلني على رأسي وذهب !
وضعت ابنتي على سريرها وذهبت للمطبخ وأعددت كوبا من العصير لها ثم دخلت غرفتها...
جلست بجانبها نظرت إلي ثم مسكت يدي وقالت لي مالم اتوقعه أبدا وحلفتني أن ما ستقوله لي يجب أن يبقى سرا مهما حدث ومهما طال الزمان بنا وأنه يجب أن لا يعرفه احد وبالذات يوسف!
أخبرتني أنها لم تتوقع يوما أنها ستقول السر الذي كتمته عن الجميع حتى عن أهلها ...وولدها ولم يستطع خالي إخباري به الفترة الماضية !
أخبرتني بأن يوسف لايحل لي الزواج به أبدا ...قالت لي هذه العبارة وأنا مصدومة ...هل تقصد المعنى الشرعي ...وكيف ذلك؟
أم تقصد المعنى المشابه؟
تمايكت وسألتها ...ماذا تقصدين؟
قالت : قبل أن والدك بوالدتك ..كانت والدتك وأهلها يعيشون بفقر شديد وذات يوم جاء سائح من أحد البلدان المجاورة اعتاد سنويا الحضور على حارة أجدادك الشعبية التراثية ويعرفه جدك بحكم تلك الزيارات ورغم كبر سنه قليلا إلا أنه طلب الزواج من أمك مقابل مبلغ مالي كبير جدا
ورغم كبر سنه والفرق الشاسع بينهما وسبب أختلاف البلدين أستغرق تثبيت الزواج مدة ومع هذا تم الزواج وما أن مضت ثلاثة اسابيع بعد الزواج إلا وأنه أخبر جدك بضرورة سفره وعودته قريبا لتثبيت الزواج وأستأجر لوالدتك شقة بجانب منزل جدك ودفع إيجار ستة أشهر ومرت الشهور ولم يحضر أو يتصل وفي هذه المدة كانت أمك حاملا ب.....يوسف!
أرجوكي يابنتي دعيني أكمل حديثي معك دون إندهاش...
لم نستطع حينها اثبات الزواج لإثبات نسب يوسف ذهب بها خالك إلى مكتب محامي معروف وكان والدك صديق للمحامي وموجود بالمكتب بالصدفة أعجب بها وصدق ما رواه خالك للمحامي وحاول ساعيا مساعدتهما ولكن كل الأوراق لم تكن معترف بها لأنها بدون تصريح حكومي ...
ومع تكرار الزيارات لمكتب المحامي وتقرب والدك من خالك أعترف له بإعجابه بوالدتك ورغبته بالزواج بها بعد ولادتها واثبات الزواج الأول والحصول على الطلاق ...سعدت امك بالخبر وأحبته ...وذهب ليخبر جدتك ولكنها حاربت الزواج كونها فقيرة وليست من طبقتهم دون علمها أنها كانت متزوجة بتلك الطريقة وحامل..!
تأثر جدك بما حصل لوالدتك وتوفي وحينها اخذنا خالك إلى مدينة أخرى قبل ولادتها وأخفينا حملها عن الجميع حتى عن أهلي وحين ولدت نسبنا الولد لخالك وخاصة ان خالك ....عقيم! فقد قال انههبة الرحمن له
وبعدها ألتقى خالك بصديق جدك وعلمنا بالصدفة أن زوج والدتك قد توفي منذو بضعة أيام وهنا قرر خالك إبقاء سر يوسف للأبد وأخبر والدك بأنها أصبحت أرملة وتزوجها رغم رفض جدتك للزواج!
ولذلك طردته من المنزل ولم تكن تحسن إليه ولم تتقبل كونك أبنته إلا بعد وفاتهما بالحادث وكأنها حاولت تعويض قسوتها معه!
أرجوكي ياشوق أحتفظي بالسر فمن الصعب أن يتقبل رجلا خبرا كهذا ويكسر أمام مم كان لهم سند ...
دعي يوسف شامخا كما كان وأرفضي حبه ولا تخبريه بالسر مهما حصل ....
وعدتها بذلك والدموع تنهمر مني ..وقلبي ينبض كخيل يركض إلى مالانهاية ...هممت بالنهوض ولكن سمعنا صوتا من الخارج نظرت إلى خالتي وفتحت باب غرفتها ولكن لم أجد أحدا ...