حضرموت من التحرير الى التعمير
كثيرا ما تعرضت حضرموت لازمات داخلية او خارجية فرضت عليها وغالبا بالحديد والنار ويصعب على ابنائها المقاومة في حينها لكنهم في نهاية المطاف وبطريقة او أخرى يشكلون حالة رفض جمعي لكل مافرض عليهم حتى وان تهيأ للناظر او المراقب انه صار أمراً واقعا وما اكثر الشواهد والحوادث في هذا الجانب.
في ستينيات القرن الماضي تشكّل لحضرموت جيشا نظاميا سُمي بجيش البادية تم تدريبه على أيدي خبراء بريطانيين واردنيين فتكّون نموذجا رائعا على مستوى جيوش المنطقة في ذلك الوقت وقد تأثر بعض قياداته بالموجة القومية العارمة التي عمّ صداها في معظم بلدان عالمنا العربي فقد كان لصوت العرب وخطابات زعيمهم حينها اثر السحر والتخدير لدى المتلقي الذي كانت تنقصه الكثير من وسائل المعرفة وقد حصل بالفعل ان انتظمت بعض تلك القيادات في صفوف التنظيم السري للجبهة القومية حتى ساهمت في إسقاط حضرموت لصالح هذه الجبهة وقبل ان تستلم تلك الجبهة الحكم في عدن بحوالي شهرين ونصف.
وتشكلت تلك الدولة الوليدة وأصبحت حضرموت جزء منها وبقي جيش البادية بكل مقوماته حتى تم الرمي به في أتون حرب حدودية غير متكافئة وكانت أول مغامرة لرفاق الحكم في ذلك الوقت وقال كثير من المحللين ان الهدف كان لديهم تشتيت ذلك الجيش والقضاء على العنصر الحضرمي داخل القوات المسلحة لحساب مناطق أخرى سيطرت على مفاصل الجيش والأمن لصالح مناطقهم.
وبقيت حضرموت مهمشة في هذا الجانب وأشاعوا بين الناس اكذوبة كبرى تم الترويج لها ان المواطن الحضرمي لا يصلح للعمل العسكري حتى سرت هذه الأكذوبة كالنار في الهشيم لدرجة ان ابناء حضرموت أنفسهم صدقوها وتعاملوا بها كأمر واقع.
ولهذا حرم الكثير من ابناء حضرموت من الانضمام للمؤسسات العسكرية والأمنية الا فيما ندر والنادر لا حكم له. واستمر الحال حتى بعد اتفاقية الوحدة في 22 مايو 1990 م. وراينا العزوف عن الكليات العسكرية والأمنية من قبل ابناء حضرموت وقليل منهم من تجاوز هذه المعضلة النفسية في ظاهرها.
شاءت الأقدار بان تسقط الدولة المركزية في صنعاء على أيدي المليشيات الحوثية القادمة من كهوف مران والتي اجتاحت المحافظات واحدة تلو الأخرى وأصبحت حضرموت مهددة منهم وفي الوقت الذي كان الناس يتوقعون وصول المليشيات الحوثية سقطت حضرموت تحت أيدي مليشيات أخرى تنتمي لتنظيم القاعدة وسيطرت على حضرموت نحو عام كامل.
وبينما عمليات عاصفة الحزم تتواصل لإعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب كان شباب حضرموت ينخرطون في معسكرات تدريب مدعومة من دول التحالف فأنشئت قوات النخبة الحضرمية على أيدي مدربين اكفاء وبقيادة ابن حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني وما ان استكملت جاهزيتها القتالية حتى أوكلت اليها مهمة تحرير ساحل حضرموت من هذه المليشيات وكما كان ماهي الا اياما معدودة حتى أصبحت المكلا عاصمة حضرموت وبقية مدن الساحل الحضرمي مدنا محررة وعادت لشرعية الدولة على أيدي هذه النخبة المميزة والتي اعادت للأذهان من جديد وأكدت المؤكد ان الانسان الحضرمي اذا ما أوكلت اليه اي مهمة فسيكون على قدر المسؤلية وسيوفيها حقها على اكمل وجه.
وهكذا تم التحرير وانطلقت حضرموت نحو التعمير وهي المعركة الحقيقية الكبرى،
ليس تعميراً في مجال المنشآت والطرق والمساكن وغيرها بل معركة بناء الانسان علميا وثقافيا وخلقيا وهي الأهم لتتحقق مقولة اديب حضرموت والعرب الراحل علي احمد باكثير رحمه الله (ولو ثقفت يوما حضرميا لجاءك آية في النابغينا )،المعركة لم تكتمل بل هي في بداياتها وحتى تكون في أوجها ووهجها فينبغي في البداية القضاء على بؤر الفساد من مخلفات الأنظمة السابقة وتنظيف البلاد منها فيكفيها ما اكتنزته لنفسها طوال العقود الماضية وحتى لا تكون معطّلة لمعركة البناء والتنمية.
حضرموت واعدة وتكتنز في باطنها خيرات الأرض
وتزخر على ظهرها وفي كافة المعمورة بثروة بشرية هائله ستكون قادرة على النهوض بحضرموت على وجه الخصوص واليمن عموما مع كافة الخيرين والأكفاء من بقية محافظات الجمهورية.
ونحن في ذكرى التحرير فهاهي حضرموت تتألق مجددا لتحتضن استعادة الشرعية الدستورية من خلال انعقاد مجلس النواب في مدينة سيئون جوهرة وادي حضرموت وتعطي درسا جديدا بأن لا مكان لمن يحاولون جرجرتها الى مربعات العنف والفوضى والتخلف.
تحية لقيادة حضرموت ولرجالها الافذاذ في كل مكان وتحية للرجل الحكيم فخامة المشير عبدربه منصور هادي الذي يسعى جاهدا لاسقاط الانقلاب الحوثي وتثبيت مشروعه الذي سيخلد في التاريخ مشروع اليمن الاتحادي بأقاليمه الستة وسيكون اقليم حضرموت شامة وعلامة فارقة في قادم الأيام بإذن الله وإننا لمنتظرون.
في ستينيات القرن الماضي تشكّل لحضرموت جيشا نظاميا سُمي بجيش البادية تم تدريبه على أيدي خبراء بريطانيين واردنيين فتكّون نموذجا رائعا على مستوى جيوش المنطقة في ذلك الوقت وقد تأثر بعض قياداته بالموجة القومية العارمة التي عمّ صداها في معظم بلدان عالمنا العربي فقد كان لصوت العرب وخطابات زعيمهم حينها اثر السحر والتخدير لدى المتلقي الذي كانت تنقصه الكثير من وسائل المعرفة وقد حصل بالفعل ان انتظمت بعض تلك القيادات في صفوف التنظيم السري للجبهة القومية حتى ساهمت في إسقاط حضرموت لصالح هذه الجبهة وقبل ان تستلم تلك الجبهة الحكم في عدن بحوالي شهرين ونصف.
وتشكلت تلك الدولة الوليدة وأصبحت حضرموت جزء منها وبقي جيش البادية بكل مقوماته حتى تم الرمي به في أتون حرب حدودية غير متكافئة وكانت أول مغامرة لرفاق الحكم في ذلك الوقت وقال كثير من المحللين ان الهدف كان لديهم تشتيت ذلك الجيش والقضاء على العنصر الحضرمي داخل القوات المسلحة لحساب مناطق أخرى سيطرت على مفاصل الجيش والأمن لصالح مناطقهم.
وبقيت حضرموت مهمشة في هذا الجانب وأشاعوا بين الناس اكذوبة كبرى تم الترويج لها ان المواطن الحضرمي لا يصلح للعمل العسكري حتى سرت هذه الأكذوبة كالنار في الهشيم لدرجة ان ابناء حضرموت أنفسهم صدقوها وتعاملوا بها كأمر واقع.
ولهذا حرم الكثير من ابناء حضرموت من الانضمام للمؤسسات العسكرية والأمنية الا فيما ندر والنادر لا حكم له. واستمر الحال حتى بعد اتفاقية الوحدة في 22 مايو 1990 م. وراينا العزوف عن الكليات العسكرية والأمنية من قبل ابناء حضرموت وقليل منهم من تجاوز هذه المعضلة النفسية في ظاهرها.
شاءت الأقدار بان تسقط الدولة المركزية في صنعاء على أيدي المليشيات الحوثية القادمة من كهوف مران والتي اجتاحت المحافظات واحدة تلو الأخرى وأصبحت حضرموت مهددة منهم وفي الوقت الذي كان الناس يتوقعون وصول المليشيات الحوثية سقطت حضرموت تحت أيدي مليشيات أخرى تنتمي لتنظيم القاعدة وسيطرت على حضرموت نحو عام كامل.
وبينما عمليات عاصفة الحزم تتواصل لإعادة الشرعية وإسقاط الانقلاب كان شباب حضرموت ينخرطون في معسكرات تدريب مدعومة من دول التحالف فأنشئت قوات النخبة الحضرمية على أيدي مدربين اكفاء وبقيادة ابن حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني وما ان استكملت جاهزيتها القتالية حتى أوكلت اليها مهمة تحرير ساحل حضرموت من هذه المليشيات وكما كان ماهي الا اياما معدودة حتى أصبحت المكلا عاصمة حضرموت وبقية مدن الساحل الحضرمي مدنا محررة وعادت لشرعية الدولة على أيدي هذه النخبة المميزة والتي اعادت للأذهان من جديد وأكدت المؤكد ان الانسان الحضرمي اذا ما أوكلت اليه اي مهمة فسيكون على قدر المسؤلية وسيوفيها حقها على اكمل وجه.
وهكذا تم التحرير وانطلقت حضرموت نحو التعمير وهي المعركة الحقيقية الكبرى،
ليس تعميراً في مجال المنشآت والطرق والمساكن وغيرها بل معركة بناء الانسان علميا وثقافيا وخلقيا وهي الأهم لتتحقق مقولة اديب حضرموت والعرب الراحل علي احمد باكثير رحمه الله (ولو ثقفت يوما حضرميا لجاءك آية في النابغينا )،المعركة لم تكتمل بل هي في بداياتها وحتى تكون في أوجها ووهجها فينبغي في البداية القضاء على بؤر الفساد من مخلفات الأنظمة السابقة وتنظيف البلاد منها فيكفيها ما اكتنزته لنفسها طوال العقود الماضية وحتى لا تكون معطّلة لمعركة البناء والتنمية.
حضرموت واعدة وتكتنز في باطنها خيرات الأرض
وتزخر على ظهرها وفي كافة المعمورة بثروة بشرية هائله ستكون قادرة على النهوض بحضرموت على وجه الخصوص واليمن عموما مع كافة الخيرين والأكفاء من بقية محافظات الجمهورية.
ونحن في ذكرى التحرير فهاهي حضرموت تتألق مجددا لتحتضن استعادة الشرعية الدستورية من خلال انعقاد مجلس النواب في مدينة سيئون جوهرة وادي حضرموت وتعطي درسا جديدا بأن لا مكان لمن يحاولون جرجرتها الى مربعات العنف والفوضى والتخلف.
تحية لقيادة حضرموت ولرجالها الافذاذ في كل مكان وتحية للرجل الحكيم فخامة المشير عبدربه منصور هادي الذي يسعى جاهدا لاسقاط الانقلاب الحوثي وتثبيت مشروعه الذي سيخلد في التاريخ مشروع اليمن الاتحادي بأقاليمه الستة وسيكون اقليم حضرموت شامة وعلامة فارقة في قادم الأيام بإذن الله وإننا لمنتظرون.