المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 10 مايو 2024

زائر

هل السعودية فعلاً مستهدفة؟



أنا لستُ من روّاد "نظرية المؤامرة" ولا مُردديها ولا من الداعين للفظ العالم والانكفاء على أنفسنا غير عابئين بما يحدث حولها من تغيرات ولا تاثيرات، لكن فعلًا منذ أن عرفت للدُنيا وجود وأن أسمع أننا بلد ومُجتمع مُستهدف، حتى أن هذه العبارة عن ترسخت في ذهني وكان لها صدىً في عقلي وقلبي، ساعد ذلك الإعلام عندما أخذ يُردد على أسماعي وأسماع المُجتمع أننا بلد يتربص به العالم، ننتظر في أي لحظة من يحيك لنا المكائد وينصب لنا الفخاخ، لكن في حقيقة الأمر أردت أن أسأل نفسي هذا السؤال بوضوح تام وأبحث معكم عن إجابة شافية كافية أضبط بها موازين العقل والقلب: هل نحن فعلا دولة مُستهدفة؟ لماذا قد تستهدفنا الدول؟ وما الذي نمتلكه حتى نُصبح بلدًا مُستهدفة من الجميع؟.

"الحرمين الشريفين"، فكرة أن حبانا الله سبحانه وتعالى بأننا مهد الإسلام، وبلد الحرمين الشريفين جعلنا قبلة المُسلمين في العالم كُله، ومركزًا عظيمًا للعالم الإسلامي، وبلدًا لها بُعد روحاني لكُل المُسلمين في بقاع الأرض، هذه المكانة جعلت لنا ثقلًا دينيًا وإجتماعيًا وسياسيًا في العالم عن بقية البلاد العربية والإسلامية، هذه المكانة ذاتها جعلتنا مُستهدفين من الغرب والشرق، فلا يُراد لبلادنا أن تكون تتمتع بهذه المكانة أبدًا ولا يُراد للمسلمين أن تُصبح لهم هذه القبلة التي هي أوضح صورة لوحدتهم وتماسكهم وقوتهم.

"إيران" على رأس الدُول التي تستهدفنا – علانيةً – وببجاحة واضحة هي إيران، تلك الدولة التي تدعي الإسلام زورًا، ومعادة أمريكا وإسرائيل كذبًا وهي التي تتعاون مع الصهاينة في كُل كبيرة وصغيرة، تمول الإرهاب بل وتمارسه، تُساعد على إشتعال الفتن في المنطقة، وتثير البلبلة والقلاقل أينما حلت، تحُاول دائمًا استهداف مُقدساتنا والتشكيك بدور السعودية في خدمة المٌقدسات ودورها تجاه قضايا الأمة الإسلامية، وليعلم الله أن لإيران دور فعلا في قضايا المُسلمين ولكن دور سلبي ومُسيء وإرهابي، بينما تعمل السعودية ليلًا ونهارًا مع أشقاءها العرب على وأد الفتنة، ومُحاربة الإرهاب، وتماسك الأمة.

سبق أن حاول نظام "عبدالناصر" من قبل المساس من مكانة السعودية والملك فيصل، لكن بفضل حكمة الملك وفطنته جنب الوطن العربي والأمة الإسلامية الصدام، فأثناء اجتماع القادة العرب في مصر قال كلمته المشهورة:"مصر تأمر والممكلة تحت أمر مصر"، ذلك كان موقفًا شُجاعًا وحكيمًا منه وخاصة لأن الوطن العربي يواجه الإحتلال الإسرائيلي آنذاك.

التشكيكُ في دور المملكة العربية السعودية تجاه قضايا الأمه العربية والإسلامية المتعلق باحتضانها الحرمين الشريفين لا يقتصر على إيران فقط وإنما الغرب أيضًا، ذلك الذي يُهاجم الإسلام ويحاربه ويعرف دور السعودية جيدًا في نشر الدين الصحيح والعقيدة السمحة، يريد محاربتها والتقليص من دورها لأنه يعلم تمامًا أن الحرمين الشريفين قد أكسبا المملكة بُعدًا استراتيجيًا، ومكانة يحلم القاصي والداني بأن ينالها، ولكن هذه إرادة الله لهذا الوطن واختياره لها.

حتى أن هناك بعض الدول المُحيطة بالمملكة – لا تقتضي المصلحة ذكرها – لا تُريد لها الخير أو على الأقل لا تريد لها تلك المكانة التي حباها الله إياها، وإن كانت هذه الدول تُظهر وقوفها مع السعودية إلا أنها تُحاربها في نفس الوقت من خلال إعلامها أو من خلال اللوبيات في أروقة المطابخ السياسية الغربية.

أما عن امتلاك السعودية لمخزون هائل من الطاقة فقد جعلها ذلك تتربع على عرش الدول الغنية سواء على المستوى الإقليمي أو حتى العالمي، مما جعلها في مصاف الدولة المهمة وذات التأثير في السياسة العالمية وهذه المكانة وهذا الدوُر قد خلق بعض من الضغينة عند بعض قادة الدول الإقليمية، لما للسعودية من تأثير واضح وقوي في الوطن العربي بسبب سياستها الخارجية الحكيمة.

إن السياسة السعودية الرصينة واحتوائها لأزمات المنطقة ومحاولتها تجنب المواجهات التي تُضعف المنطقه قد أكسبها ذلك شرعية أمام حُكماء العالم وأمام شعبها المُلتف حول قيادته، حيث أثبتت الأزمات التي مرت بالمنطقة أن الشعب السعودي شعبٌ وَفي، وأن قواته المُسلحة هي الحصن القوي الذي يُدافع عن أرضهِ وشعبهِ وقادته.
بواسطة : زائر
 0  0  14.9K