المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
شيخه محمد العولقـي
شيخه محمد العولقـي

مذكرات إمرأة لايهزمها ...الحزن الحلقة الواحد والعشرون...



مرت الأيام وبدأت العمل رغم محاولات خالي ويوسف منعي عن العمل وأنهما لن يقصرا معي بشيء ولكني اصريت على قراري ...بدأت عملي ..وكنت سعيدة بأول تجربة عمل لي وإحساسي بأني ذات عطاء في مجتمعي واستطيع أن أعيل ابنتي ونفسي دون الحاجة لأحد ...
عند انتهاء أول شهر واستلامي لأول راتب لي بدأت أقسمه بين مايستهلك وبين ما يجب أن يدخر ...
وفي اليوم التالي قرر يوسف أن أن نذهب إلى البحر جميعا لنقضي إجازة الأسبوع ...فرشنا بالأرض وجلسنا نتناول الغداء وضحكنا وتحدثنا وقضيت وقتا معهم لم أعيشه قط من قبل ...إلى أن جاء وقت الغروب فقال يوسف لي : هيا لنمشي قليلا وقد كانت الريم بحضنه ..
بدأنا المشي كنت سعيدة بإبنتي وعملي وعائلتي التي احتوتني واحتوت ابنتي ...
وحين كنا نمشي رأينا بائعة الورد قالت ليوسف اشتري هذي الورد لأم ابنتك الجميلة وكانت تنظر لي
شعرنا كلانا بالإحراج وبدأنا بالمشي طويلا بصمت فحاول الخروج من إحراجنا بأحاديث عن عمله وعن مايطمح أن يطور من عمله وماديات والده واستمرينا بالمشي حتى شاء قدر الله أن نقف على الصخرة التي صارحني عليها ماجد بحبه لي! وقال لي يوسف ما رأيك بغروب شمس ياله من منظر جميل ومهيب ...
قلت ليوسف اعطني الريم اخذتها ونظرت إلى الغروب ورغم حديث يوسف عن الشمس والطبيعة ونحوه إلا أني كنت شاردة الذهن أحدث الريم في سري واشكو لها وعد أبيها لي ومافعله بنا !
قلت في نفسي لها أنظري إلى الغروب هذي المرة هي غروب أحزاني وآلامي ...لم يكن من اليهل أن أقف على نفس الصخرة ونفس الموقف ولكن بمشاعر مختلفة وكأني معلقة بين السماء والأرض ...
ياترى مالذي سيحدث لي بين شروق شمس ماجد وغروب شمس يوسف ?

مرت الأيام وبدأت أستقر نفسيا وماديا والسعادة تكبر كلما رأيت أبنتي تكبر وبدأ حب ماجد يتلاشي من قلبي مع كل موقف جفاء منه تجاه ابنتي ومع كل موقف عانيت منه ...مرت سنة وأكثر منذو فراقي منه وأنا أصقل نفسي واكتشف ذاتي ...
كانت عائلة خالي هي اماني وحصني وصديقتي حنان هي ملاذي وبجانبي دوما...لم يخذلوني يوما ...
كان يوسف بمثابة الأب لابنتي يحبها كثيرا ويلاعبها ويحنو عليها وحين يعود من العمل يبحث عنها ويحتضنها وهي تسعد كثيرا عند رؤيته وتنتظر عودته دوما...
ذات مرة جاءت حنان لزيارة خالتي والأطمئنان عليها بعد مرضها وقالت لي حين دخلنا إلى غرفتي لوضع الريم بسريرها بعد نومها أنها تستغرب عزوف يوسف عن الزواج حتى الآن ?!
ولفتت انتباهي أنه رجلا شهما نبيلا ...وحنونا مع ابنتي ثم قالت لي لما لا اتزوج يوسف أم اني مازلت أحب ماجد?
سألتني لما لا أختار هذي المرة بعقلي وليس بقلبي?
نظرت إلى ساعتها واستأذنت لانها تأخرت ولكنها تركتني بحيرة وجعلت مني أفكر بأدق التفاصيل حتى أنه مع الوقت نظىتي تحاه يوسف أصبحت مختلفة وبدأت ألاحظ تصرفاته وكلماته وضحكاته بشكل آخر ...حتى إهتمامه بأبنتي كان له عندي معنى آخر وكانت هي ايضا سببا لتفكيري ...بيوسف!


يتبع
 0  0  24.1K