المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
شيخه محمد العولقـي
شيخه محمد العولقـي

مذكرات إمرأة لايهزمها...الحزن الحلقة الثامنة عشر..


عندما وصلنا إلى المستشفى طلبت مني الطبيبة التوجه إلى غرفة الولادة ..ولكن خالتي قالت لها لماذا إلى غرفة الولادة وهي بالشهر السادس؟!
هدأتها الطبيبة وأخبرتها أنه روتين طبي لاقلق منه
كنت قلقة جلست على كرسي متحرك كوني لا استطيع المشي ومسك يوسف الكرسي وبدأ بالمشي بي نحو غرفة الولادة وطمأني بكلام عن الرضا والتفائل ...وحين وصلنا إلى الغرفة قبلني خالي على رأسي وقال لي أثق أنك قوية وستحملين طفلك بأحضانك...
بقيت بالغرفة وحدي مع الطبيبة ذات الملامح الهادئة ومساعدتها... تقومان بالكشف وتخطيط نبض الجنين ونحوه حاولت أن اشتف ما الأمر من ملامحهما دون جدوى ..
ألتفتت إلي وقالت إنها ستضعني بغرفة الملاحظة إلى الغد وحينها باتت معي خالتي في المستشفى وكأنها أمي التي لم ارها ...
في صباح اليوم التالي حضر خالي ويوسف ومعهما اغراضا جميلة للطفل بحال ولادتي له مبكرا وقنينة الحليب الصغيرة التي سعدت برؤيتها كثيرا واسعدني اكثر اهتمامهم بأدق التفاصيل واتخاذهم ألوانا محايدة لأننا لم نعرف بعد هل هوصبي أم فتاة...
بعد الظهر جاءت الطبيبة لتفحصني بسبب تكرار الألم رغم الراحة واعتناء المستشفى بحالتي ....
ولكنها تكلمت معي بكل مصداقية أخبرتني بضرورة عمل عملية قيصرية كي لا أفقد الجنين لأنه بحال حرجة وأنه سيوضع بالعناية المركزة بضعة أسابيع حتى يكتمل نموه ومناعته أو ربما أشهرا!
حددت موعد العملية صباح اليوم التالي ...كانت مشاعر غريبة متناقضة بين الأمل والرجاء وبين الخوف والتفائل ...كنت أعد الساعات كي تشرق شمس جديدة لحياة جديدة لي ولكنها ليست كالشمس التي أرادها ماجد لي عند البحر!
هذي الشمس هي شمسي وحياتي هي أنا التي سأكون فيها شمسا لطفلي أو طفلتي ونورا ودفئا وقوة...
جاء الصباح دخلت غرفة العمليات وكلي أمل بأن الله لن يرد دعائي وأني سأخرج من المستشفى حاملة فلذة كبدي بحضني ...
في تلك اللحظة ياجدتي كنت أراك عند باب غرفة العمليات تلوحين لي بيدك وتبتسمين ووجهك مشرق وأغلق الباب وأغلقت عيناي
وبعد انتهاء العملية فتحت عيناي وخالي مبتسما سألته كيف جنيني هل عاش؟
واين هو ؟
وهل هو صبي أم فتاة؟
يتبع ....
 2  0  23.9K