منهج الوحدات الدراسية
ترجع جذور فكرة منهج الوحدات الدراسية إلى القرن السادس عشر ، حين دعا "كومنيوس" إلى نبذ تنظيمات المناهج القديمة ، ودمج خبرات الطفل وميوله وواقعه في مناهج التعليم الرسمية ، ثم تلاه "جان جاك روسو" وغيرهما في الولايات المتحدة الأمريكية .
وتشابه الفلسفة التي قام عليها منهج الوحدات الدراسية الفلسفة التي قام عليها منهج النشاط، والمنهج المحوري ، مع فارق أن منهج الوحدات يتميز عن منهج النشاط ، والمنهج المحوري ، في أن الأول أكثر انضباطاً في الجانبين الإداري والتربوي ، كما أنه أكثر إدماجاً للحياة الأكاديمية المدرسية والواقعية الاجتماعية ، كما يتميز منهج الوحدات عن سائر المناهج باعتماده على الوحدات الدراسية ، وهذه ميزة خاصة به وحده .
والوحدة الدراسية هي إحدى طرق تنظيم المنهج ، وتقوم على تحقيق الدمج والتكامل بين مجموعة من الدروس المترابطة ، وتعرف أيضاً بأنها سلسلة ذات معنى من الخبرات والأنشطة التعليمية المتنوعه تدور حول موضوع دراسي أو مشكلة يهتم بها المتعلمون ، وظهر مفهوم الوحدة الدراسية في الحقل التربوي نتيجة للمحاولات الجادة والمستمره من قبل التربويين وخبراء المناهج من أجل الوصول إلى مناهج تعليمية متطورة ومرنة وأكثر اتساقاً وتماشياً مع روح العصر الحديث وتحدياته ، ولقد أثار مفهوم الوحدة الدراسية الكثير من الجدل منذ ظهوره واختلفت الآراء والافكار حوله ، وكان ظهوره نتيجه لعدة أسباب او عوامل من أبرزها :
- العيوب المتعددة لمنهج المواد الدراسية المنفصلة والتي أثارت الكثير من النقد لدى المختصين .
- ما تمخضت عنه الثورة الفكرية التربوي الحديثة من نظريات تربوية داعمة .
- اتاحة الفرصه للمتعلمين للمشاركة في اختيار المحتوى .
- مراعاة الفروق الفرديه بين المتعلمين .
وقد صنفت أنواع الوحدات الدراسية إلى وحدات قائمة على المادة الدراسية ، حيث تنتظم هذه الوحدات حول محور أساسي ذي أهمية خاصه لدى التلاميذ ، ويستمد هذا المحور من المواد الدراسية نفسها التي تشكل أهمية أكبر بالنسبة للتلاميذ ، ويتم فيها تنظيم الحقائق المتصله بالمحور دون التزام بالحدود التي تفصل بين المواد المتعددة ، و بين فروع المادة الواحدة ، وقد تكون محاور تلك الوحدات موضوعاً معيناً او تعميماً .
والثاني الوحدات القائمة على الخبرة ، حيث يدور محورها حول حاجات الطلاب ومشكلاتهم التي يواجهونها في بيئتهم ، ويتضح أنها تهتم بالخبرات التربوية وربطها بمادة الدراسة ، وفيها تتاح الفرصة للتلميذ كي ينتفع بها في إشباع حاجة أو حل مشكلة .
ويمر تخطيط الوحدات الدراسية بمجموعة من الخطوات تركز على ضرورة معرفة طبيعة التلاميذ ، ثم تحديد أهداف الوحدة ، فاختيار محتوى الوحدة وتنظيمه ، ثم اختيار الانشطة التعليمية المناسبة وتنظيمها ، ثم إعداد المواد والأدوات والرسائل التعليمية ، وانتهاءً بإعداد خطة تنظيم الوحدة .
وقد لاحظنا في الميدان التربوي في المملكة العربية السعودية أن المناهج *قد مرت بمراحل تطورت خلالها من مرحلة المواد المنفصلة ، إلى دمج المواد المتشابهة في مادة واحدة ، ولكن لازالت الفواصل واضحة داخل نفس المادة ، وبالتالي فالدمج لم يكن في صلب المادة ، لذا نحن بحاجة لتغيير في صلب بناء المنهج بالتحول لمنهج الوحدات الدراسية خاصة في المراحل الأولية .