فعلا لا تغتر ياصديقي

قال تعالى :

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155-157 )

كتب الكاتب توفيق الصاعدي مقالته " لا تغتر" وتحدث عن نعم الله وابتلاءاته للمخلوقات .. الخ
واثرت إلا أن اكتب ما في خاطري ومن خلال واقعة لازلت أعاني منها والحمد لله ..

أن اﻹبتلاء الذي يتعرض له المسلم يقع في ضمن الحسنة التي من الله,لأن ثمرات الإبتلاء فيها كل الحسنات والعبرة في عواقب اﻷمور،عدا عن أن الله هو المتفضل بالنعم وﻻ يمنعها أو يسلبها إلا بسيئة اﻹنسان،

واﻹبتلاء هو جزء من سيرة اﻷنبياء،فليس هناك نبي وإلا وقد إبتُلي في قومه أو أهله وعشيرته أو بدنه،أو زوجه،فالبلا ء إبتلي به اﻷنبياء ثم الصالحون عبر مسيرة الحياة،ثم اﻷمثل فاﻷمثل وأكمل الناس إيمانا أشدهم بلاء,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((أشد الناس بلاء الأنبياء،ثم الصالحون،ثم الأمثل فالأمثل،يبتلى الرجل على حسب دينه،فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه،وإن كان في دينه رقة إبتلي على قدر دينه،فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)أخرجه الإمام أحمد وغيره..

وكما ذكر الفُقهاء إن البلاء ظاهره فيه العقاب ليمتحن الله نفوس الناس من الحاقدين والحاسدين الذين ينتظرون أن تلحق المصائب بمن يعادون حقداً وحسداً فيظنون أنهم قد إنتصروا،وتحقق لهم ما تمنوا،ليميز الله الخبيث من الطيب،وليرفع المبتلى بصبره على شماتة الناس الدرجات العلى،حتى إذا أنعم الله على صاحب البلاء بثمرات الصبر من تمكين ورفعة تحولت الشماتة الى نصر من الله له عليهم،بتمييزه بينهم وهم ينظرون.

ولذا فإن الحياة فيها الإبتلاءات والمحن وقد تعصف بالشخص مصيبة تقلب حياته رأساً على عقب وإرادة الله لا مرد لها مهما فعلنا والحمد له كما ينبغي لجلال وجهه سبحانه .
قد تتشمت بعض الأنفس ولكن لا ينبغي ذلك فقد تدور الدائرة عليهم ويحل البلاء سواء في النفس أو المال أو بالاثنين معاً أسال الله لكل من يقرا السلامة والعفو والرحمة من الله جل شأنه .

إنما قصدت بذلك أن أبوح بمكنوني وقد كُنت في بحبوحة من أمري وتمتعت بالسعادة في المال والابناء والزوجة والحمد لله ,, ..
وما أن غفلت وعشت حياتي حتى إنقلب الحال في يوم وليله فحدثت تلك المحن التى عصفت بالاسرة صغيرها وكبيرها لاربع سنوات كانت ولازالت أصعب مراحل حياتي والحمد لله ..
نعم وبإيماننا بالله فهي محن عرضية مكنها الله منا وأنتهت بعد أن دمرت الكثير من الطموحات والامال ولكن العزاء أن خلضنا كأسرة والحمد لله من الجزء ألأكبر وهو الصحة والسلامة من الشيطان وأعوانه حسبهم الله والله حسيبهم ..
بإختصار هي تلك العين التى فتكت بكل شيء جميل في حياتنا ..

والحمد لله على كل حال .

طبعاً خرجنا من عنق الزجاجة بسلامة بفضل الله وسلم الكل في المنزل ولكن ظل الحال بتبعات تلك المصيبة أن تورطنا في المال وبعض الامور الدنيوية التى ستزول بحول الله وحسن ضني به عظيم كعظمته سبحانه وتعالى ..

الدنيا دار إختبار وإن شاء الله تعالى بقدرته سيضفى علينا خيرا جزاء صبرنا وإحتسابنا ...
واملى أن تلك الازمات التى طالت حياتي وحياة أبنائي ستزول بالصبر والإحتساب ولنكن عبرة لمن حولنا فالحياة لا أمان لها والله سبحانه يبتلي عبده المؤمن فإن صدق في إحتسابه وشكر فسيعوضه وأملنا به كبير وإن أخفق العبد في الإختبار والعياذ بالله وهذا الخسران الكبير لا أراكم الله مكروها في حياتكم..

اللهم نجنى وارفع عني ما انا فيه وهيىء لي من ينتشلني من محنتى ياذا الجلال والاكرام يا أرحم الراحمين ..

أخي وحبيبي لا تغتر فالدنيا مليئة بالمُفاجاءات وأكثروا من الصدقات فهي حصن المسلم من العثرات والله أعلم