المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 26 أبريل 2024
نهاد قدسي -سفيرة غرب
نهاد قدسي -سفيرة غرب

عن نهاد قدسي -سفيرة غرب

كاتبة وإعلامية ،،

إنا على فراقك يا أبي لمحزونون




يالها من فاجعةٍ عجزتْ أمامها كلماتي ،، يالها من أيامٍ مرتْ شعرتُ بألمها وغصتها بعد وفاتكَ !!

لقد ودعتَ ياأبي دنيايَ بعد صمتٍ استغرق ٤ أشهر ،، بعد هدوءٍ صارعت من خلاله المرض بكل ثباتٍ وتجلد ،، واكتفيتَ بدموعٍ تذرفها ولاتتأوه ولاتئن !!

رحلتَ يا أبي و كأنك لم ترحل ،، أشعر بأني ألتقيكَ كل ليلةٍ وأصغي إليك بكل حواسي ،، أصغي إلى ضحكاتك ،، تمتماتك التي كنت تخافت إليّ بها ولاأعلم مالذي كنتَ تعنيه ،، ولكن كنت استمتع بقرب أذناي من شفتيك ،، وأنا احتضن دفء أنفاسك ،،

رحلتَ ياأبي بعد أن بُشِرْنا من قبل طبيبكَ بأنك لازلت على قيد الحياة ،، وأن قلبك لازال ينبض حياةً ،، ابتسامة الفرح لازالت مرسومة على شفتاي حينما بُشِرْنا بذلك ،، ولكن سرعان مارتسم خط وفاتك أمام عيناي ،، وتوقف قلبك ليخبرنا برحيلك ،، انتثرت الدموع هنا وهناك لیس اعتراضاً علی حكم الله و لكن لرحیلك ألم وحسرة لم نشعر بها من قبل !!
بقيت أراقب أنفاسك لعلها تعود ،، لعلك تشعر بألمي وحرقتي وتعود ،، فأنا لا أقوى على الحياة بدونك ياأبي ،، ولكن أقدار الله شاءت ومامن نفاذ !!

قبلتك يا أبي لأودعك لأخر مرة ،، كنتُ أظن أني بهذه القبلات لن أجعل للحنين والاشتياق طريقاً يسلكه إلى قلبي ،، ولكن لامحالة !!

حينما أخبروني برحيلك يا أبي اهتز قلبي حرقةً ،، واقشعر جسدي ألمًا و حزنًا و أسىً ،، أفتقدك يا أبي ،، غيابك يبعثرني ،، حنيني إليك يحاصرني ،، شوقي إلى حديثك يضنيني،،

فقد كنتَ جبلاً شامخاً عصياً على الألم ،، كنتَ حتى اللحظة الأخيرة متمسكًا بالحياة وبنا لكن أقدار الله شاءت ذلك !!

مازلت اتلعثم بدعائي یا أبي وأدعو لك بالشفآء العاجل ،، لم أصدق بعد خبر وفاتك یا أبي ،، أدعو الله في نفسي وأقول اللهم اجعله حلماً مزعجًا وأصحو منه و أجدني بجانبك وأحصنك بآيات الله وأذكار الصباح والمساء ،،

فبرحيلك ياأبي انهار العامود واختفى السند وظل اسمك يتبع اسمي فقط ،، اللهم ارحم أبي وانزل السكينة على قبره يا الله ،،

أبي سوف تبقى ذكراك ترفرف في سماء حياتي في كل لحظة وحين .. ولن يغيب وجهك الجميل عن مخيلتي .. ولن تغيب روحك الطاهرة عن كياني ،،

أبي سوف أظل انتظر لقاءً آخر يجمعنا بإذن الله في جنات الخلد ،، وستطيب الصحبة ،، وستحلو الرفقة كما وعدنا ربنا جلّ وعلا ،، ولايسعني سوى قول : إنا على فراقك يا أبي لمحزونون .. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ،،

عفا الله عنك يا من أكرمنا الله تعالى بشرف خدمتك ومُرافقتك وتمريضك ، والقرب منك طوال مدة مرضك لتقر أعيننا بك في آخر أيامك في الحياة الدنيا ، ولنقوم بشيءٍ من حقك،، ونؤدي لك ولو جزءاً يسيراً من واجب بِرِّكَ علينا ما دُمنا على قيد الحياة .

إن قلوبنا لتحزن وإن عيوننا لتدمع ،، وإنا على فراقك يا والدي لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون .
 3  0  299.7K