المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي

برُّ الوالدين في الواقع وليس في المواقع






تضجُ مواقع التواصل الاجتماعي بصور و منشورات و حكم و أشعار تتغنى ببر الوالدين* بينما تزخر دور رعاية الكبار في كثير من البلاد بمئات بل آلاف الآباء و الأمهات الذين عانوا من هجر أولادهم لهم ..وفي أفضل الحالات نجد كثيرا من الرجال و النساء قد شاهدوا والديهم قبل شهر !* أي تناقض نعيش في العصر الحديث؟ وما رأي علماء النفس في هذا التناقض ؟ روت لي إحدى الأمهات بدمعة كسيرة أن ابنتها تمضي ساعات على مواقع التواصل و من بين منشوراتها (* أمي .. أطال الله عمرها ) ( أمي ..الجنة* تحت قدميها ) بينما أنا أتابع دراسة أخوتها الصغار و أتحمل هم نقاشهم و متابعة تحصيلهم !* وسمعت حديثا لصديقة لي قالت : إن ابنها الأكبر بالكاد يلقي السلام على والديه صباحا .. أما مساء فيعود بعد نومهما بساعات* ..لا يعلم كيف أمضى والداه الطاعنان في السن يومهما ! لكن في صفحته على (الفيسبوك) تجده قد طرح صورا تعبيرية كثيرة تحث على بر الوالدين !
عالمنا المعاصر حافل بالغرائب ..لكن أغربها في رأيي هو هذه الظاهرة التي أقضت تفكيري ..

لن ألقي اللوم على المدرسين و المدرسات و لا على الشيوخ و الداعيات فالتعليم قد وصل أوجه و الدليل أن هذا الشاب أو الفتاة يكتب عن البر إذن هو يعلم معنى البر و كيفيته لكنه يناقض نفسه ..فما السبيل في رأيكم أعزائي القرّاء في جعل البر واقعا لا مواقعا ؟
قد يتشدق أحدنا بأن أمه أو أباه قد توفاهما الله ..فأقول له إن برهما لا يتوقف على حياتهما فمن البر الدعاء لهما و التصدق عنهما و صلة الرحم التي لا تتم إلا بهما ..

بادر* إلى أقرب فقير و ساعده ..اذهب إلى إحدى دور تعليم كتاب الله تعالى و ضع مبلغا –ولو قليلا – اشتري الماء و تصدق به عنهما ..هذا خير من ادّعائك البر قولا **و مجافاته عملا
يقول الشاعر

تَحَمَّـلْ عَـنْ أَبِيْـكَ الثِّقْـلَ يَوْمـاً** **** فَـإِنَّ الشَّيْـخَ قَـدْ ضَعُفَـتْ قِـوَاهُ

أَتَـى بِـكَ عَـنْ قَضَـاءٍ لَمْ تُـرِدْهُ *** وَآثَـرَ أَنْ تَـفُـوزَ بِـمَـا حَـوَاهُ
وهذه زبدة الكلام ..كلام خير الأنام محمد صلى الله عليه و سلّم ..
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
(جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ:( أَحَيٌّ وَالِدَاكَ ؟ قَالَ:( نَعَمْ) قَالَ:( فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ) .)
بواسطة : الشاعرة أنيسة الهندي
 0  0  44.0K