المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي
الشاعرة أنيسة الهندي

زمان خالتي و خالتك و تفرقوا الخالات



كم أطلت النظر في هذا المثل الشعبي خالتي و خالتك و تفرقوا الخالات ..

كنت أسمعه من الصديقات المصريات بكثرة ثم بت أسمعه بيننا ..ترى : ما الذي يدفع بعضنا لقول هذا الكلام الجارح ( إن ما كان يربطنا ببعض هما أمكِ و أمي و بعد موتهما انتهت العلاقة الرابطة بيننا و لم يبق ما يربط بيننا ) ؟
الشق في العاقات بين الناس صار أوسع منه في ذاك الزمان الذي قيل فيه ..
صار يُقال عند حدوث أبسط خلاف بين شخصين فتصل علاقتهما لطريق
مسدود فيلجأ أحدهما إلى إنهاء العلاقة أيا كان نوعها : قرابة أو شراكة أو زمالة أو جيرة أو حتى زواج !!!
أدرك أن من يقول هذه العبارة قد وصل فيه الحزن و الزعل و الإحباط من إصلاح الطرف الآخر مبلغه لكن هل ننسى ما بيننا بهذه السرعة ؟ هذا المثل و كأنه رصاصة لا يجدي بعدها انعاش أو تطبيب .
أين نحن من التوجيه النبوي الوارد في حديث أكثر الخلق رحمة و عاطفة و حنانا
(أحبِبْ حبيبَك هونًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما وأبغِضْ بغيضَك هونًا ما عسى أن يكونَ حبيبَك) ( أخرجه الطبراني )( و السيوطي في الجامع الصغير )
كيف تهون العشرة ؟ كيف ننسى الصحبة ؟ كيف نتغافل عن الجيرة ؟
تذكر يا من تقرأ مقالي أننا بشر و من أهم سماتنا أننا نخطئ ولا يوجد إنسان لا يخطئ إلا النبي المعصوم (اللهم صل على سيدنا محمد ) فكما أخطأ صديقك أو جارك أو أخوك ستخطئ أنت ..فلا تشحذ عليه سيف الهجر و القطيعة لئلا تقع في نفس الخطأ .. التمس له سبعين عذرا .. قد تقول لك نفسك أنك سامحته مرارا و تكرارا ...لا عليك سامحه من جديد .. فظروف الحياة أصبحت قاهرة من ضرائب و تدني الدخل و قد يكون هذا الصديق مبتلى في ابنه أو عمله أو صحته ..بل بادر و سامح فالدنيا راحلة ..و هنيئا لمن سامح و صفا قلبه لله تعالى .
بواسطة : الشاعرة أنيسة الهندي
 0  0  86.0K