هي لحظة
اللحظة التي تقع فيها هي اللحظة نفسها التي تنهض فيها!
فمامن شيء يضبط دوزنة حياتك سوى هذه السقطات. النفس حرة أبية تأبى الانكسار وترفض الذلة تفر من الهزيمة، وتحوم حول حب البقاء والاستمرارية والتحليق لعنان السماء.
الأنثى تحلم بالقمر تزين به فستانها ، ويحلم بالقمر الرجل يصطاده لحسنائه تطرز به قميصها. لا أحد يحلم بأن تغرب شمسه أو يحل ليله، الكل يريد لشمسه أن تشرق، ولليله أن ينجلي، لكن هناك من يجهل وهناك من يتعثر، وهناك من ييأس، وهناك من يحزن، وهناك من يتوقف، وهناك من يحارب، وهناك من يْحارب ، وهناك من يُظلم، وهناك من يظلم.
وتظل الحياة أشبه بغابة شرسة الكل يتنازع فيها.، ويصارع ليثبت أنه الأقوى، الأغنى، الأنجح ، الأجمل ...وتمر سويعات الحياة متتالية لتقعده ذات يوم على عكازه تجنب أن تأكل هذا وذاك، وابتعد لاتقترب من ذاك ولامن ذاك ، وأحذر من ذاك وذاك، وكبرت في السن، شارفت على الهلاك فاستعد للرحيل، وتنتهي حكايتك وترثيك الذكريات، وكأنك لم تكن رغم الامتدادات والكلمات ومشاريع الخير، والبركات، كأنك لم تكن، تُنسى وتنساك اللحظات وفِي الحلم تصبح مخيفا بتلك النظرات، تصوبها لمن يراك تخبره أن الخطب أكبر من أن يقال، وأن الدنيا متاع، وأنها لاتستحق الحسرات، ولا الأحقاد تنفعها، ولا السوء من الأخلاق يرفعها، ولا المناصب ولا الكنوز ولا الرتب ولاالأموال.
أليم حد البتر أن يستطيل اللئام ، ويلتف العوام حولهم ، وتْهمش وتْقزم الأصول الفارعة. تصبر بهذا المشهد يمتد الظل ثم يقبضه الله قبضًا يسيرًا.
﴿أَلَم تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَو شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِنًا ثُمَّ جَعَلنَا الشَّمسَ عَلَيهِ دَليلًا . ثُمَّ قَبَضۡنَـٰهُ إِلَیۡنَا قَبۡضا یَسِیرا)
سورة الفرقان ٤٥ _ ٤٦
ـــــــــــــــــــــــــــ
دكتوراه في علم الدراسات الأسرية والاجتماعية