عدوا الكرامة
ليس من السهل أن يتنازل المرء عن كرامته، فمن دونها الاستبسال إما البقاء وإما علقم الموت، والظفر كل الظفر هو البقاء بتاج شرف الكرامة، وعلى مر العصور ظل الانسان مقاتلاً شرساً ومستلذاً بالموت من دونها، فالكرامة تحتضن المعتقد الديني والعرض والمال والارض والعقل فهي ذات قيمة معنوية لدى الانسانية لا تقدر بأي قيمة مادية.
ومع ذلك هناك من فرط بها فأصبحت عنده لا تساوي قشة واستسهل العبث بها في سبيل اشباع رغبته وتلبية شهواته، فحطم قواعد الدين وأركانه وباع عرضه وشرفه بثمنٍ بخس ولم يبقي من ماله ما يكفيه لشراء لقمة رغيف وأصبحت أرضه بلا جند ولا سياج كما أن عقله خالياً من التفكير والتدبير، وأصبح بلا كرامة ولا قيمة بعد أن أكرمه الله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم*وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، إلا ان اتباع الشهوات والمحرمات المتمثلة في استخدام المخدرات افقده كرامته وقيمته.
فمن السهل على المتعاطي أن يحطم قواعد دينه ولا يلتزم بها نتيجة جرعة، ومن السهل أن يبيع عرضه ولا يغار على شرفه من أجل الحصل على مبتغاه من المخدر، ومن المستحيل أن يدافع المتعاطي عن وطنه ويستبسل دون حدوده كيف لا وهو من أضاع عقله وغيرته.
فالكرامة عدوها اللدود وخصمها الحقود هي المخدرات فيا ليت شعري من يبلغ الشباب عن معنى الكرامة التي يموت المرء من دونها ولا يرخص الكرامة الا المخدرات واستخدامها.