آخر فتية الكهف .
أنفق صبره في كل مكان ثم عاد ضعيفا لا يقوى على شيء ...
هو ممتن لرحلة كفاحة الطويلة الشاقة، لكنه لم يحصل على شيء لك تمنحه الحياة أمنية واحدة جميلة مكتملة ، في نهاية العمر وقف أمام المرآة ، رأى التجاعيد تملاء وجهه والبياض يحتل مساحة راأسه كلها ، تنهد ثم قال : لك الحمد يارب أنت تعلم أن قوة صبري نفدت ونفدت معها قوة جسدي ، أريد كهفا آوي إليه وكلبا وفيا يحرسني باسطا في وصيده ذراعيه، ولا أريد نوما كفتية الكهف، أنا كهل وأريد موتا هادءً..!!
أخذ يفتش في بقايا حقيبة جلدية عتيقة وجد فيها بضعة أوراق جافة عليها حبر خافت محته السنون، كانت إحدى كتاباته التي خلدت قوته حتى النهاية .
كن قويا حتى النهاية ، إيمانك سيوصلك إلى الجنة اذ لم تعثر على عدالة الحياة هنا ، لطالما عشت بوعي ذكي واستبصار روحي نافذ لم تعمك يوما ألاعيب السياسة عن رؤية الحقيقة ولم تسمح لضميرك بالموت مطلقا .
هو الذي جاع طوال حياته ، لم يجعل من قلمه منجل قوت يتكسب من خلاله ، لم يقتت من كلماته، قال مرة :الكلمات التي نبيعها لنأكل تموت ، لكن الكلمات التي نكتبها لتشق مسارات القوة للامة ودينها وأجيالها هي الباقية ، ظل متسقا مع منطق إيمانه وقناعته الداخلية حتى قبلت الروح يوما جبينه وأغمضت عينيه ثم صعدت إلى الأعلى، مر ركب من البشر يشبهون الملائكة ضخوا عطرا عليه ثم لفوا جسده النحيل في قطعة بيضاء تشبه قلبه وأدخلوه بعد الصلاة عليه حفرة صغيرة لم يضعوا عليها شاهدة قبر .!