المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 18 أبريل 2024
محمد العتيق
محمد العتيق

فانية



(مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) هذا هو الإنسان الكائن المتكبر المتعالي
الذي يرى نفسه فوق الناس ، هذا هو الإنسان الذي حلقه الله في هذه الحياة لأمر ولغرض العبادة والتواد والرحمة بينه وبين أهله وأخوانه

أمر غريب نراه ونسمع عنه كل يوم يحدث للأسف بين الأخوة وبين الأبناء وأهلهم وبين الزوج وزوجته ، تناحر وتباغض وكراهية مقيتة لأجل ماذا ؟

لأجل غرض من الدنيا زائل ولا يساوي شي عند الله ،للأسف الشديد الكثير منا غفل عن أن هذه الدنيا فانية حياة زائلة بمجرد موتك تنتهي دنياك وتنتظر آخرتك ..!!
تكره وتبتعد ولا تسلم ولا تسأل عن أقرب الناس إليك لأجل أمر دنيوي ربما أنت فيه الظالم وأنت فيه المفُتري وأنت فيه المتجاوز على الآخر سواءكان أخ أو أخت أو ولد أو بنت أو أب أو أم ...

وبعد ذلك ؟! ماذا عساك ستجنيه ؟؟!
هل غير الندم والحسرة .. و بعد فوات الآوان ..؟ وقد تقطعت بك السب ؟؟!!

والله إن هذه الدنيا لا تستحق نظرة شزر لأحد أقاربك أو أصدقائك لأجلها أو متاعها ، الإنسان يجمع ويكد ويكدح ولو وصل بثروته عنان السماء .!

مجرد أن يمرض أو أن يهرم يرتجي فقط العافية والصحة ، لا يريد مالاً ولا متاعاً ولا ذهباً ولا فضة ، لا نستغرب حينما نرى الفقير البائس
الذي لا يكاد يجدقوت يومه وهو يبتسم ويأكل بكل صحة وعافية وحينما ينتهي من عمله وبمجرد أن يضع رأسه على الوسادة يغط في نوم عميق هني ، بينما نجد غيره لا ينام ويتقلب يمنة ويسرة ولا يأكل كما يريد ويشتهي ...


للأسف أننا في هذه الحياة نعمل عكس ما خُلقنا من أجله ، نعمل كأنها الباقية بينما هي الحياة الفانية المُنتهية بأجل مسمى عند الله وكلاً ستوفى أجورهم .

أين جدك وأين أسلافك وأين الأمم الماضية قبلك ؟ كلهم تحت التراب

هل رأيتم أغنى أغنياء الدنيا ومن يملك المليارات قد حالت دونهم ودون والموت ؟

هل افتدى بها من الموت واستمر في الحياة؟

لاوالله لأن كل نفس ذائقة الموت ولن يبقى إلا وجه الله سبحانة وتعالى .

نصيحة لنفسي ولكل من يقرأ هذه الكلمات الغير مرتبة والأفكار المتبعثرة أن يعود لأهله وأخوانه وأصحابه ويصل رحمه وجيرانه ومن له حق عليه وله حق عليهم وأن يعفوا ويصفح قبل فوات اأوان وإستثمار ما تبقى من عمره

كلنا خطاءون ولكن من يندم ويعود هو صاحب ذلك القلب الأبيض الطيب النقي الذي ربما استسلم لوساوس الشيطان وكيده .

لاتنفع القبلة على جبين بارد ذهبت روحه وترك الدنيا ولا ينفع الإعتذار والندم والبكاء حينما نفيق من غفلتنا وقد أصبح من نرجو عفوه والصفح منه جسد بلا روح ولن تجدي معه صرخاتنا مهما علت ..!!

ما أجمل تلك ألأنفس الطاهرة النقية المتسامحة التي مهما عانت ومهما تلقت من صدمات صبرت وسامحت وتردد بكل طيبة قلب وراحة فكر
( يغفر الله لي ولكم )

تلك القلوب النقية والتي إن مُطرنا بفضل الله ثم بسبب وجودها بيننا ..
تلك ألأرواح الرائعة والطاهرة نحب وجودها ونتمناها بيننا .

ويؤلمنا أن يُخاصم الأخ أخاه لا يكلمه وتتقطع السبل بينهم من أجل دنيا زائلة ومن أجل أتفه ألأمور ..!!

ﺍﻣﻨﺤﻮﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ...ﻭﺍﺟﻌﻠﻮﺍ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺑﻴﻀﺎﺀ ...ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ...
ﻟﻦ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ... راجعوا أنفسك قبل فوات الأوان...

يأمن ألهتك الملذات وغرقت في القطيعة لا أريد لك الندم ولا أريد لك البكاء على أرواح غادرتك وقد ظلمتها وتجنيت عليها بسبب تافه مهما كان فهو في الدنيا حقاً تافه ..!!
وعندما ترمي التراب فوق من تحب بعد أن يغادر الحياة ، ستُدرك حينها أن الدنيا تافهة جداً ، وأن البقاء فيها لن يستمر طويلاً .

(مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ) هذه دورة حياتك باختصار . إقرأ وقرر ماذا ستكون وماذا تستحق هذه الدنيا بينك وبين نفسك وأرجوا أن تكون منصفاً وقتها.
بواسطة : محمد العتيق
 0  0  13.6K