عراك الشوارع
بقلم الكاتب : زيد عبدالهادي الخديدي :
*
* أن تقود سيارتك في أحد شوارع مدننا الحبيبة فهو أمر بات يحتاج منك لضبط أعصابك وتحمل ماقد تراه من سلوكيات أو تجاوز لفظي وحركي . لايكاد يخلو يوم دون أن ترى اثنان يتعاركان في الشارع لأسباب تافهة ليس إلا ، فهذا تجاوزني والآخر لم يسمح لي بالمرور وذاك أضاء بوجهي النور .
* تلعب الضغوط الاجتماعية دورا في ذلك والسؤال هل نحن مجتمع يكبت مشاعره السلبية عندما يجب أن تخرج ويخرجها في الوقت الغير مناسب وبطريقة تؤذي الآخرين . في نظري أن تعويد النفس على تحمل الآخر وعلى الإيثار هي ثقافة تزرع في النشء في المدارس وتلقن في المساجد ويتربون عليها في البيوت .
* قلما تجد سائقا يسمح لك بالدخول من شارع فرعي او يسبقك الى الدوار وشعار كل منا أنا أولى وأنا قبله . أين أخلاقيات الدين التي ندعيها ونتشدق بها في كل مكان و ( الدين المعاملة ) .
*أم أننا مجتمع يعيش انفصاما رهيبا وتخلخلات اجتماعية خطيرة ، يدعي شيئا ويفعل غيره ، يحرم أمرا ويحلل نظيره ، يصلي عادة ويفعل الكبيره ، شوارعنا خلت من الاحترام للكبير والابتسامة للغريب والصغير .
* لازال البعض يرى أن تجاوزك لسيارته إهانة له فيلاحقك حتى يسبقك والبعض لايحترم أولويتك وينافسك بجرأته وتهوره حتى ثقافة الاعتذار لم يعد لها وجود ، فسادت ثقافة الغاب والبقاء للأقوى .
عتبي على المربين في المدارس وعلى رجال المرور وعلى خطباء المساجد . أعيدوا للناس رشدهم فأمة محمد أمة الأخلاق .
10-11-2014 05:04 مساءً
8
0
11.3K