أي مجتمع إنساني لابد أن تواجهه بعض التحديات وتزيد هذه التحديات مع حداثة المجتمع أو سرعة التغير الاجتماعي فيه..، وتتميز المجتمعات الناضجه والقويه بمواجهة التحديات بحلول عمليه وخطوات إجرائية..، تنقله من حالة الجدل والنقاش حيث التعصب لرأي دون آخر والرفض القوي لأي محاولة تجاوز النمطية رفض قد يصل إلى إقصاء لرأي دون آخر.

إشكاليتنا هنا في المملكه العربيه السعوديه أننا نواجه تلك التحديات بجدل وجدل مع حدية في الرأي..، ثم لاشيء ينتهي ونغلق باب الاختلاف بحائط سد الذرائع الذي طال وطال إلى حد أن بعض القضايا من قوة الإغلاق ضعفت ووهنت لقلة الهواء المتسرب إلى خلاياها.. فبات الحديث فيها في هذا الزمن مخجلاً ومخيفاً في نفس الوقت.

التحديات التي تواجه المرأة السعودية بعضها متجذر وقديم وبعضها جاء نتيجة طبيعية لمتغيرات اجتماعية واقتصادية وثقافية بعضها يتسم بالخصوصية المجتمعية والثقافية حيث لا نجده إلا هنا مثل قيادة السيارة وبعضها مشترك مع دول مجاورة مثل ضعف مشاركتها في صناعة القرار والعمل السياسي مثل كثير من الدول العربية وربما العالمية.

تحديات العمل على سبيل المثال تمثل أحد تلك المحاور حيث نجد البعض يدخل في جدل حول عمل المرأة بل وينادي بقوه لعودتها للمنزل بحجة وأخرى مع علمه أن ذلك غير ممكن فالمجتمعات تتقدم ولا تتأخر كما أن عمل المرأة ليس ترفاً بل حق لها واحتياج اقتصادي لها وللوطن..، لا يعني أن ماسردته في المقال إنني أقوم بتحديد أهم القضايا التي تواجه المرأة السعودية لقناعتي أن ترتيب تلك الاولويات ولو رغبنا في ترتيبها لابد أن يخضع لدراسة علمية منهجية تعطي نتائج علمية لتحديد تلك الأولويات.

ولكن أقف أمام مجموعة من الإشكاليات التي تعاني منها المرأة السعودية والتي لا يداخلها شك في شرعيتها من عدمها، ولكنها جزء من مشهد الجدل.. مثل حقها في استخراج جوازها بنفسها وليس عن طريق ولي أمرها..؟؟ فيما هي تستطيع إصدار بطاقتها المدنية بذلك الجواز أو بتعريفها من سيدة أخرى بشرط أن تكون معها بطاقة مدنية..؟؟ ماالفرق بين البطاقة والجواز..؟؟ إن كان السبب منعها من السفر إلا بموافقة ولي امرها فان وجود الجواز لا بعني حتمية السفر ولكن هو حق لها كمواطنه في حال رغبت في استخراجه..، ممارسة المرأة للعمل ايضا حق لها ولكن للأسف مازالت بعض المؤسسات العامة والأهلية تفرض موافقة ولي الامر..؟؟وكذلك اشتراط بعض الجامعات موافقة ولي الامر لتستطيع الفتاة استكمال دراساتها العليا.؟؟ مع انها ايضا حق لها كمواطنة مثل اخيها الشاب خاصة وان برنامج الابتعاث ايضا اعطاها هذا الحق..؟؟

تلك الاشكاليات تتداخل فيما بينها وتؤثر على وضع المرأة بل ان بعضها يصيبها بالضرر ويبخسها حقوقها مما يتعارض مع حقها من منظور ديني ومن منظور وطني ومن منظور إنساني. فيما يحاول البعض المزايدة على المرأة وترتيب اولوياتها بل وادعاء وجود دراسات تم تطبيقها على المجتمع النسائي والزعم أنها تريد هذا وترفض ذلك بنسبه تقارب الاجماع..، فيما تلك الاحصائيات جاءت من مكاتب مغلقه لا يوجد فيها إلا مديرها وكاتب أرشيف ينفذ التوصيات بكل طاعة وانقياد..؟ المهم الراتب آخر الشهر.

وهذا تحد آخر تعانيه المرأة السعودية وهو أن الكل يتحدث نيابة عنها وإن تحدثت بقوه ووضوح جاء من يرفض رأيها بحجة وأخرى..،ولعل من اكثر الاشكاليات التي تعاني منها المرأة السعودية هي ربط حقوقها بحالتها الاجتماعية فليس من حقها ان تحصل على قرض سكني مثلاً إلا إن كانت مطلقة أو أرملة أو عانسا..؟؟ وليس من حقها حسب مزاج بعض موظفي مكاتب وزارة العمل الحصول على تأشيرة عاملة منزلية أو سائق إلا إن كانت مطلقة أو أرملة أو عانسا!