اربعينية أبو راضي والأمن المفقود
مرّت أربعون يوما على الحادث الاجرامي الذي راح ضحيته الشاعر طالب بن حسن باتيس (أبو راضي) ومحمد صالح عمر باتيس وحتى الآن لم يتم القاء القبض على القتلة ومرّت سنوات أخرى وشهور عديدة على حوادث مشابهة وقضايا قتل متكررة حصلت في وادي حضرموت ومازال القتلة يسرحون ويمرحون
تعددت الأسباب وتعددت الوسائل ولكن النتيجة واحدة انفلات أمني فضيع وعدم إحساس بمشاعر الضحايا وذويهم والنتيجة بذرة ثارات ستنتج ثارات أخرى وسينتج عنها ضحايا قادمون في مستقبل الأيام وتبقى البلاد في بؤرة صراع داخلي متجدد ويبقى المواطن يعيش حالة من القلق على حياته وعلى أولاده وأقاربه نتيجة هذا الوضع المتأزم الى متى ستظل هذه الحالة والى متى سيظل شبح الخوف والرعب يسيطر على هواجسنا أجهزة أمنية متعددة ومعسكرات ونقاط عسكرية منتشرة في طول الوادي وعرضه ما هو دورهم وما هو العمل المكلفين به اليس حماية الوطن والمواطن من عبث العابثين واذا لم يقوموا بهذه المهمة والمسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم فما فائدة تواجدهم وانتشارهم إذن ؟!
والسؤال الآخر اين دور السلطة المحلية وما هي تبريراتها لكل ما جرى ويجري؟ الا يظنوا انهم مسؤولين ومحاسبين على تقصيرهم وعلى عدم إيجاد الحلول الناجعة التي من شأنها ان تجعل المواطن يعيش آمنا في سربه معافىً في بدنه وعنده قوت يومه وهذه من ابسط الحقوق التي ينبغي ان يحصل عليها كل مواطن على أقل تقدير،
هذه الحوادث المتعددة واسواها هي جرائم القتل العمد وازهاق الأرواح التي بدأ البعض يستسهلها وأصبح تداول اخبارها بين الصغير والكبير تصبح وكأنها لعبة بسيطة بين الجهلاء لكن حرمة هذا الجرم وشناعته عند الله لهو شيء عظيم كما أخبر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عندما تحدث عن مقدار عظمة وحرمة الكعبة الشريفة عند الله فلو هدمت حجرا حجر فهي اهون عند الله من دم أمرئ مسلم يراق دون وجه حق او كما قال عليه الصلاة والسلام،
ما حصل ويحصل لا ينبغي السكوت عليه بأي حال من الأحوال وهذه فتنة ينبغي وأدها صحيح انها قد تمددت جذورها وتفرعت أغصانها وليست وليدة اليوم أو الامس لكنها بدأت منذ سنوات فلما رأى الجناة أن يد الأمن مشلولة أن تطالهم زادت حدتهم واستفحل أمرهم لكن بإمكان العقلاء والخيرين من ذوي المقتولين وذوي القتلة المعروفين ومن السلطة المحلية والحكومة بشكل عام ورئيس الجمهورية ونائبه أن يشكلون لجنة من مشايخ البلاد وعلمائها وقضاتها المشهود لهم بالنزاهة ومن المسؤولين والأمنيين والعسكريين لوضع حلول لما مضى من الجرائم وانهائها بالطرق المتاحة سواء صلحا او قصاصا حتى لا يتم توريثها للأجيال القادمة وحتى لا يستمر مسلسل الضحايا ولا يؤخذ احد بجريرة غيره هذا أولا :
وثانيا نعود قليل للتاريخ والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها فترة الأمن او رعب الرفاق خلال عقدين من حكمهم حري بنا ان نستمد منه ما نفع تلك الفترة لتسهيل بسط الأمن فيها وبدرجة أساسية منع حمل السلاح جملة وتفصيلا وإذا ترتب على ذلك حتى مصادرة المخزون منه لدى المواطنين وإعادة تفعيل الأجهزة الأمنية الصادقة في عملها او انشاء ما شابه اللجان الشعبية في ذلك الوقت،
ثالثا: اتاحة فرص العمل لأبناء المحافظة في الشركات العاملة وإيجاد فرص عمل للعاطلين واستيعاب الكثير من الشباب في السلكين العسكري والأمني.
هذه خطوات ممكن ان تنزع فتيل القنابل المتفجرة وممكن ان تعيد السكينة والهدوء للمواطنين وممكن ان تكون سبيلا في طريق النهضة المنشودة التي نتمناها لحضرموت الخير .