فاقد الشيء لا يعطيه

خلق الله الإنسان ؛ وميزه وكرمه في حسن الخلق عن سائر المخلوقات ، بالعقل والفهم وبالقدرة والإدراك ،على النطق والكلام .
ومن هذا المنطلق .. الإنسان العاقل، هو خصيم نفسه ، وحده المسؤل .. عن تصرفاته وأفعاله، داخل محيطه، وفي تكوين علاقاته مع المجتمع.
إذا حدثك، يضع لحديثه مقامات - في الحسبان - يراقب ما يلفظ به لسانه.. متزن القول.. يفرض احترامه على الجميع .. وينهي حديثه.. في أسلوب مهذب - يصمت - عندما يتوجب عليه الصمت.. جاعلاً لصمته بصمة.. لصفاته الحميدة .. ذو أخلاق حسنه .. بالأدب الرفيع .. والنفس الزكية .. والمباد الحسنة .. والنوايا السليمة .. وجودهم يثري خبراتنا الحياتية.. ومكسب جدر بالاهتمام .
وعلى النقيض من هذا، نواجه أناس فقدوا ثقتهم بالنفس ..! غير قادرين على إثبات الذات .. ينظرون لمن حولهم .. في منظورهم الشخصي .. دون أي اعتبار للآخرين..! ويبحثون عن أنفسهم في واحة المفقود.. كـ "هتان المزن"..!! في نجد بأرقها وماطرها بالجنوب.. يتجاهلون الحقائق، من اجل تلميع الصورة الزائفة .. يزعمون حق ما يفعلونه.. مع إدراكهم بحجم مغالطة النفس .. لكنهم يخجلون الحرج ..! فلا يعترفون بما يفعلون ، وفاقد الشيء لا يعطيه .. أنهم يتلونون كالحرباء ..لا مصداقية لهم.. يتصفون في "ذو الوجهين" .. فهم لا يعلمون أنهم في المستنقع الضحل يمرحون .. وقد عرف بهم عامة البشر فيما يتصفون به.. يدفعهم لذلك نفوسهم المريضة .. فتحملهم على الكذب والباطل لكنهم لا يشعرون .. وتنم عقولهم بجهل وظلال .. وقد يصدق بهم القول ..اذا صدق العاقل فيما لا يليق .. فالجاهل أصلا لأعقل له .
ليس الشجاعة ، في فضاعت البشاعة .. فـ يا صاحب المعدن النقي ..
دع عنك هرج الوشوشة .. وما ذاك المرج ..إلا عقماً فيه لن ترتقي .. فمن كان ذا حال لسانه .. متشدقاً يلط به أذانه .. فقد حل به غياب الوعي .. وبلغ مبلغه موت الضمير..
فلا عجب ان تكون الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي لا يصدقها الناس .