مذكرات إمرأة لايهزمها ...الحزن الحلقة الثالثة ...

في أحد الأيام كنت بالحديقة أتأمل ماحولي وأرتشف من فنجان قهوتي وتذكرتك حين كنت تشربين القهوة وتجلسين بهذا الكرسي وتستمعين إلى الراديو ...أود أن أعترف لك لقد أخذت فنجانك ولا أشرب إلا منه وكنت أريد أن احتفظ أيضا الراديو العتيق خاصتك ولكن لا أعلم أين خبئه عمي !
لم أعد أملك منك سوى فنجانك وثوب صلاتك وذكرياتي معك...
في ذلك اليوم ركضت قطة هاربة من أخرى وكادت أن توقع الفنجان من الطاولة فتفاجأت و صرخت من قفزتها وأخذت الفنجان وحضنته إلى صدري وكأني أخبئ ماتبقى لي منك ...حينها سمعت صوت أحدهم يناديني وهو يركض ..ألتفت وإذا به ...ماجد..
سألني مابكي ...ولما تصرخين ؟
لم اعلم ماذا أقول له ،فعاود سؤاله واستفسر عن سبب احتضاني للفنجان بهذه الطريقة هل هو بسبب الخوف أم ماذا؟
رددت بأنه فنجان قهوتك وإني أحبه كثيراً فقال...
ماجد/ جميل هو الوفاء بالحب ..لقد احسنت جدتي تربيتك...هل تسمحين لي بالجلوس معك والتحدث قليلاً؟
شوق / تفضل
ماجد/ شكراً لك ِ ...أريد أن أعترف لكي بأمر أخبئه بقلبي منذو الطفولة ..بالحقيقة ماسأقوله سيبدو غريبا وصبيانيا بعض الشيء ...قبل أن يتوفى والداك رحمهما الله كنت المفضل والمدلل لدى جدتي كوني الحفيد الأول ومحبوبا من الجميع حتى عندما كنتم تأتون لزيارتنا لم يكن الإهتمام بك كثيرا كنتي مثل الضيف والغريب ..ولكن بعد وفاة والديكي أخذتي مني كل شيء حب الجميع واهتمامهم ودلالهم وبالذات جدتي التي كانت لي كل شيء ...لقد كنت اغار منك وأكرهكي ...!!
لاتتفاجأي إنها مشاعر الطفولة ومع الوقت تفهمت الوضع وتقبلته
شوق/ اتغار وتكرهني لأني يتيمة ..وأنت أفضل مني ولديك والدان؟!
ماجد/قلت لكي لاتستغربي ..مشاعر طفولية قديمة
رن هاتفه فأستئذن ورحل...

ألم أقل لك ياجدتي أنهم كانوا يغارون مني ولكنك لم تكوني تصدقيني أو ربما لم تحبي أن تؤكدي لي إحساسي ولكن ردودك كانت تثبت لي ذلك...


يتبع.....