ليس من الضروري أن تكون أجمل نساء العالم مرغوبة بشكل كبير، هذا على الأقل ما يعتقده غابرييل ماركيز الذي قيض له أن يلتقي ذات مرة إحدى ملكات جمال العالم . قيل إنه التقاها أول مرة في حفل استقبال، ثم رتب لها موعداً عند مدخل أحد المصارف في صبيحة اليوم التالي . لكنه أدار ظهره فيما بعد لها وفر كالفأر حسب تعبير الصحفي الذي سأله عن الأمر .

قال ماركيز إنه شده شيء في شخصيتها، لكن بعد محادثة قصيرة شعر بأن جمالها لن يعوض المتاعب العاطفية التي يمكن أن تسببها له . من المحتمل أن يكون قد شعر بأنه ليس لديها شيء تقدمه سوى جمالها، وذلك ليس كافياً لبدء علاقة مفيدة بين شريكين .

عن دور النساء في حياته يقول ماركيز: "لا يمكن فهم حياتي من دون تقدير للدور المهم الذي لعبته المرأة فيها" . فقد قامت جدته بتربيته والعديد من الخالات اللواتي أغدقن عليه الاهتمام، وخادمات يدين لهن بالكثير من اللحظات المرحة في طفولته . المرأة التي علمته القراءة كانت في غاية الجمال واللباقة، وكان يحب الذهاب إلى المدرسة لمجرد أن يتمكن من رؤيتها .

كان سعيد الحظ، لأنه طوال حياته كانت هناك دائماً امرأة تأخذ بيده وتقوده للخروج من أصعب المواقف في الحياة، للدرجة التي بدأ فيها يؤمن بما يسميه "الخرافات" بشأن هذا الموضوع، حيث يعتقد بأنه مادام مع امرأة فإنه لن يصاب بمكروه، فالنساء يجعلنه يشعر بالأمان، ومن دون ذلك الأمان ما كان ليستطيع أن ينجز نصف تلك الأشياء الجيدة التي حققها في حياته، وبصفة خاصة ما كان ليستطيع الكتابة . وإذا كانت أول امرأة فتنته في الحياة هي مدرسة القراءة عندما كان طفلاً، فإن آخر امرأة لفتت نظره، حين أجرى الحديث، كانت تلك التي رآها في أحد مطاعم باريس .

عن ذلك يقول: "عندما أدخل مكاناً يغص بالرواد، أشعر بإشارة غامضة تجتذب نظري بطريقة لا تقاوم تجاه أكثر النساء إثارة وسط الحاضرات، ليس بالضرورة أكثرهن جمالاً، ولكن تلك التي أجد نفسي منجذباً إليها بقوة" . إن وجودها يكفي لكي يشعر بالسعادة الغامرة، لدرجة أن "مرسيدس" تساعده أحياناً في تحديد مكان تلك المرأة، واختيار أفضل موقع يمكن منه رؤيتها . للذين لا يعرفون من هي مرسيدس نقول إنها زوجة الكاتب!

  أخبارالمراءة