المعلم وحقه في التطوير المهني

بين أروقة العمر شخصيات لا ننساها استلهمت العطاء و ادركت معاني الوفاء والوطنية و الاستخلاف كانت نبراسا مضيئا يجمع بين الحكمة و البصيرة رسالتهم بناء فكر , و نشر علم , و تعميق قيم .. لا يمكن أن نضعهم في كفة موازية للآخرين فمن يبني فردا بالعلم و الخلق لا شيء يوازي فضله , فغايته التي تتجلى في بناء أكرم من خُلق على هذه البسيطة , غاية عميقة كل العمق , و عملية شاقة تتطلب الحكمة المهنية و المعرفة العلمية و المهارة المهنية , إنهم المعلمين المخلصين سادة الكون .
يستيقظ الواحد منهم كل صباح و في قلبه حبا لتلك الأرواح التي تستقي من علمه و عطائه حتى الاندهاش , و تتابع سكناته و حركاته .. ترصد كل ما يقوم به لتخزنه في ذاكرتها على مدى الأيام ؛ ولتصنع من ذلك الرصيد قيما و مبادئ و مهارات و معارف تجمعها بين حناياها لتقف في مضمار التنافس العالمي وقفة المنتج للمعرفة و القادر على المواكبة و المتمكن من المهارات العالية التي تؤهله للتعامل مع معطيات العصر و مستجداته برؤية واعية و ثقافة متميزة .. يستيقظ المعلم و في رأسه تتقافز الأفكار تباعا لاستنهاض النفوس و استنطاق الهمم و العزائم , يسابق الزمن من أجل بناء جيل في عالم متغير , ووسط ظروف عالمية , وويلات سياسية و أزمات اقتصادية , ليعد للوطن الغالي عدته البشرية بشخصياتها المتوازنة و اتجاهاتها الإيجابية , و قيمها الأخلاقية .
الوطن يعول عليه كثيرا باعتباره بانٍ للشخصية , و معزز للهوية , و قائد للإبداع و الابتكار , و محفز و داعم ومرشد , أدوار متعددة , وأداءات متنوعة , وغايات عظيمة , الوطن بأكمله يتطلع إلى مخرجاته , و ينتظر طلابه ليكونوا امتدادا للعطاء الدائم و المتجدد بقيمهم, بوعيهم الحضاري, بابتكاراتهم ,بمنافساتهم العالمية , بتحملهم للمسؤولية , و هنا يتجلى حق المعلم في التطوير المهني الاحترافي و الذي تسابق له الوزارة , و تعمل من أجله , و لي هنا وقفة و رأي .. فحق المعلم في التطوير المهني يجب ألا يقتصر على وزارة التعليم و إداراتها ، بل هو حق على كل قطاع بإمكانه دعم المعلم و تعزيز رسالته من خلال منافذ التطوير و الدعم و المساندة , و أراه حقا على كل مؤسسة من مؤسسات القطاع الخاص المساهمة فيه , هي رسالة أتمنى أن تتردد أصداؤها في القطاعات الأخرى اعترافا بفضل المعلم ودوره .