المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
محمد عبدالله القاضي
محمد عبدالله القاضي
محمد عبدالله القاضي

تدعل التاريخ والهيئة الملكية بالعلا



سيظل أهالى محافظة العلا متذكرين لعينهم الشهيرة( تدعل) والتى لم يطو النسيان صورتها الجميلةالمنطبعة في اذهانهم لما كان لها من قوة وأثر هام اثناء تدفقها وجريانها ندية سخية رقراقة مختالة بين مزارعهم ومتعهدة بتزويد منازلهم بالمياه العذبة وهي التى قد جرى تفرعها في أكثر من مجرى في الزمن القديم اثناء ري المزارعين نتيجة لقوة تدفقها كما تحدث عن ذلك بعض من عاصروا تلك الحقبة الزمنية البعيدة وكما يروون ذلك ايضا نقلا عن أسلافهم وهم الذين يصفونها بالأم إجلالا وتقديرا لدورها ومكانتها العظيمة في نفوسهم فهي هبة من الله تعالى للعلا والعلا كلها هبة من الله للوطن الغالي بتراثها الفريد وماضيها التليد وحاضرها المجيد ومازال أهلها يتحسرون على غيابها عنهم وهم الذين طالما اكتحلت اعينهم بمرآها النضر كعين كريمة سحاء مغدقة في بذلها جميلة في نداها سخية في عطاها فمن ذا الذي لم يسمع بها اويعرفهاحق المعرفة كما قال الشاعر / وقد بهرت فما تخفي على أحد الا على احد لايعرف القمرا فمازالت ذاكرة اهالي العلا ممتلئة بالصور والذكريات الجميلة من خلال نظارتها وعذوبتها وموقع حماميها الشهيرين المخصص احدهما للرجال والآخر للنساء في مايسمى بالجنينة ففي الجنينة تلتقى النسوة مع بعضهن البعض وخاصة مع بواكير الصباح في تعاون مشهود لجلب الماء العذب لبيوتهم سيرا على الأقدم وبخطى حثيثة فتلك العين الشهيرة التى توضأ منها سيد الخلق نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه ودعا لها بالبركة بحسب ماتناقلته الألسن فهي لم تمر على ذاكرة اهالي العلا مرورا عابرا وستظل تثير العديد من الذكريات والتساولات عن سر غيابها عنهم فهم لايكادوا التصديق بأن عينهم الحبيبة قد ماتت بعد أن بقيت تلك العين المباركةالشهيرة ردحا من الزمن ولمدة لايعلم مدى استمرارها في ضخ ماؤها النمير الا الله وحده وهي التى كانت تسقيهم و تسقي أكثر من ثلث مزارع العلا في ذلك الوقت فسبحان الله العظيم وبفضله وبحمده الذي اجراها لمئات القرون

ام العيون تكرمت من ربنا
الماء دفق والعطاء سخاء أروت مزارع خيفها وتشعبت
في رقة مامثلها غراء
مر النبي بطيفها فتباركت
بالخيرفاضت تستجد عطاء

واذا كانت حكمة الباري عز وجل قد اقتضت لهذه العين المباركة أن تتوقف منذ عام ١٤٠٢هجرية لاسباب يعزيها البعض لما يمكن أن تكون قد تعرضت له من سقوط بعض الصخور الكبيرة فحالت دون جريانها او بسبب ندرة الأمطار وإن كانت قد مرت بعض السنوات المجدبة التي لم تشهد فيها المنطقة هطول الأمطار وجريان السيول ومع ذلك بقيت تدعل غير متأثرة بذلك كله وإما باسباب إنتشار حفر الآبار الإرتوازية وإن كانت قبل تاريخ توقفها لم تكن تلك الآبار الإرتوازية منتشرة بل إن المنطقة المحيطة حولها والقريبة من منابعها لم تشهد سوى حفر بئر واحدة فقط في ذلك الحين لذا لايمكن أن نجزم بأن ذلك هو السبب الرئيس في توقفها عن الجريان وإن كانت أقرب الاحتمالات ترجح سقوط بعض الصخور الكبيرة على منابعها الرئيسة والله أعلم ، لقد حمل اهالي العلا صورة عينهم الشهيرة في قلوبهم وغنوها في افراحهم ومناسباتهم كأجمل مايكون الحب والوفاء والعرفان،

يالله طلبناك الغفور
ياذا الدروج العاليه

تجعل لنا حظا يقوم
بالأوله والتاليه سرتي لنا خير يدوم تدعل وصفوك عاليه من جاء لنا حقه لزوم حق علينا انكافيه

يطرونها بزين العلوم
أهل القلوب الوافيه

أروت لنا بفضل الودود
واجيالها متصافيه

أسقت لنا دار وحوض
وزروعها متعافيه

يفدونها شبلا وعود
ماهي حكاوي خاويه

يبغض لها الشخص الجحود
نسألك يالله العافيه

سرتى على مر الجدود
لاهنت وانت ضافيه ياأمنا عمرك يزود نلقاك دايم وافيه

*****************
*ومن قائل* :-
تدعل يامال العمار واجوادها من السالمين
تدعل يمشى لها الكبار ولحيها من الغانمين وبدون ادنى شك فتدعل هي رمز من رموز الخير وعنوان من عناوين العطاء مستحقة أكثر من ذلك الوصف والاعتزاز فهي كما يقول الشاعر وتراها من حسن بها فوارة في الأرض يدفق ماؤها ويفور تتناثر القطرات في اطرافها فكأنما هي لؤلؤ منثور هكذا كانت تدعل العظيمة

وهكذا كان الجميع يرددون في مناسباتهم الجميلة عرفاناواعتزازا وهم لايخفون ابتهاجهم الدائم بها ويحملونها معهم في ذروة مشاعرهم ونشوة افراحهم واغتباطهم والتعبير عن سعادتهم البالغة بها وبمكانتها في نفوسهم واستعدادهم للذود عن حياضها والآن وفي ضوء الاهتمام المتنامي بمحافظة العلا وفي إطار سبر كافة أغوار إرث التاريخ العريق لمحافظة العلا وفي ظل إنشاء الهيئة الملكية للعلا فلا يوجد أحد الا ويسعده ويرجو ويتمنى على الهيئة الملكية المسارعة للكشف عن كل ذلك الإرث التليد لذا فأن الجميع يأملون ويحلمون بمسارعة الهيئة الملكية الغراء لإجراء الدراسات عاجلا لاستخراج العين المباركة ما امكن ذلك وإعادتها كأثر ومعلم سياحي هام جدا كان له أبلغ الأثر في مشهد الحياة اليومية في ذلك الزمن ولنا في الهيئة الملكية وطيد الأمل نحو تحقيق الغاية والحلم المنشودة بحول الله وقوته تعالى فمن يدرى فلربما عادت الأم من جديد لترى من بقى من ابنائها وبناتها واحفادها على قيد الحياة ربما أمد الله وبارك في اعمار الجميع ؛؛؛؛؛؛؛
بواسطة : محمد عبدالله القاضي
 0  0  28.5K