المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 5 مايو 2024

هل نستسهل تحريم كل شيء يخص المرأة؟

د.هيا عبد العزيز المنيع:

مرة اخرى واخرى واخرى سنقولها حين نفتح ملف المرأة وما يخصها نجد ارتفاع قامة المحاذير.. والمخاوف والممنوعات والتوقعات السلبيه.. نجد ان الرفض بات قاعدة والتأجيل منهج عمل لكل شان نسائي.. بل وان زاد صاحب الموقف في الالحاح كان التحريم سيد الموقف..
لكم جزء صغير من الصورة.. احد الرجال كان يرفض بكل قوة وعبر مجلد من الاثباتات والمستندات الشرعية تأنيث محلات بيع الملابس النسائية.. وفي الوقت نفسه كان يصر على زوجته ان تؤجل مشترياتها من الملابس وخاصة الملابس الداخلية (لا نجري) الى ان يسافر معها لخارح البلاد بحجة ان شراءها من امرأة اكثر حشمة واقل فتنة.. آخر يرفض ان تقود اخته او زوحته السيارة وفي دبي يشترط ان تكون سائقة سيارة الاجرة سيدة متسائلا بكل لطافة وين صاحبات اللون الزهري؟ وآخر يرفض ان تعمل المرأة طبيبة او ممرضة بل وينعت اهلها بابشع الصفات وحين تمرض احدى نسائه يصر على ان تعالجها امرأة وان كانت من بنات البلد فافضل.


اشكاليتنا في التحليل والتحريم باتت ترتبط في كثير منها بجغرافية ومكان الفتوى او الحكم.. ما يحرمه البعض بل ويعتبره البعض كبيرة من الكبائر.. نجده يتقبله بل ويستخدمه خارج البلاد.. نحلل في الخارج ونحرم في الداخل لاي امر مختلف عليه داخليا.
ما اعرفه ان الدين الاسلامي دين مناسب لكل زمان ومكان لقدرته على احتواء المتغيرات المعاصرة دون إخلال بثوابت الدين.. وما اجزم ايضا انني اعرفه ان الاسلام دين لا يرتبط في احكامه بجغرافية دون اخرى بمعنى ان الحلال في واشنطن حلال في الرياض، والحرام في جدة حرام في دبي والمنامة والقاهرة.


ما أريد الوقوف امامه هنا ان اشكالية المرأة السعودية تكمن في سرعة تحريم اي جديد يخصها لاغلاق باب الجدل والنقاش.. والارتكاز في ذلك على عدم استعداد المجتمع السعودي..


هل نقبل ان يصف احد مجتمعنا بالتخلف او عدم التحضر..؟ بل انني على ثقة ان ذلك لو حصل من اي مصدر خارجي لطالبنا بمقاطعته اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.. و... وربما طالبنا بترحيل رعاياهم من بلادنا.. وطالبنا اعلامنا المحلي والفضائي بالتصدي لهم.. ولكن المشكلة ان من ينعت مجتمعنا بعدم الاستعداد لأي جديد يخص المرأة للأسف يأتي من الداخل ويأتي للأسف ايضا من رجال يفترض فيهم انهم علماء ويفترض فيهم انهم صناع الثقافة المجتمعية بكل اتجاهاتها وممارساتها الاجتماعية فنحن مازلنا نرتكز على بناء ثقافتنا من الخطاب الديني اكثر من غيره ما يعني معه ان الشك في توقع الممارسات السلوكية السلبية من مجتمعنا وخاصة الشباب توقعات غير موضوعية.


اما ربط الرفض بالموقع الجغرافي وتحديدا وجود الحرمين الشريفين فليس عادلا بحق المجتمع عموما والمرأة على وجه الخصوص فنحن نعلم ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحرم لسبب جغرافي سوى دخول غير المسلمين لمكة المكرمة اما غير ذلك فالتحريم والتحليل ارتكز على ثوابت دينية وليست اجتماعية عبارة عن عادات وأعراف اتفق عليها ولكنها ليست مقدسة نعم.. تستحق الاحترام ولكن ليس لدرجة التقديس وتعطيل تنمية مجتمع مازال يحتاج الكثير من التقدم للامام ولن يكون ذلك الا برجاله ونسائه.

بواسطة :
 0  0  10.5K