العدو يأتي من المحيط
نظن أننا نملك كل شيء ، وعندما نفقد أساس كل هذا الشيء نفقد بعده كل شيء...
ويهون عندنا بعده كل شيء...
فلا جرح يجرحنا، ولا فقد يتعبنا، ولا ألم يؤلمنا...
نظنّ أننا كل هذا قد وصلنا إليه، ونحن في حقيقة الأمر أصبحنا لكل شيء مكشوفين، مع كل جرح، مع كل ألم، مع كل فقد، نزداد حزنًا، ويتسع المكان، ويحيط بنا من كل الزوايا والاتجاهات، حتى نصبح كثمار البطيخ ملقاة على الأرض تنتظر شفرة السكين لتذبحها، ولذة انتصار البائع والمشتري بدماء البطيخ الحمراء !
نحن كذلك في الحياة نُدهش من حولنا بجراحاتنا، بخيباتنا، بانكساراتنا، بأوجاعنا، بفشلنا لأنّها تحولت في داخلنا لخبراتٍ مكتنزة ، وأصبحنا بعدها نرى كل شي ء عادي، ومثلما قال عادل إمام ... متعودة دايمًا دايمًا... نضحك، نبتسم، نرقص كالطير يرقص مذبوحًا من الألم!
جميلة هذه المتاهات والأنفاق التي تدخلها وتضيق عليك حتى تكاد تكسر وتهشم أضلاعك، لكنك تنجو، وتخرج شخصًا آخر تردد لنفسك مقولة القذافي : من أنتم؟
تأخذ نفسًا، تستجم، تبحث عن أبوابٍ أخرى مفتوحة، فالباب الذي كنت واقفًا لديه مغلق الآن للتحديث!
جاءت امرأة للدكتور الفقي تستشيره فقالت له: يادكتور أنا اتطلقت!
أجابها بسرعة : اللي بعده...
وفي حل المشكلات دائمًا ما نناصح صاحب المشكلة بقولنا له:
ماهو العمل الذي ستقوم به لو لم تكن هذه المشكلة حاضرة أو موجودة ؟
سيقول كذا وكذا فنقول له : هيا قم واعمله ولا تتردد!
وكان الصحابة والسلف رضوان الله عليهم يعدون الجلوس في المصيبة من الجزع، وعدم الصبر، ويخافون من ضياع أجر الصبر عليهم، فينطلقون للحياة والعمل.
بقلوب مطمئنة راضية ، وفي علم النفس نعتبر الانطلاق للعمل نوع من العلاج النفسي .
خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية