المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
ا.د. محمد حمد خليص الحربي
ا.د. محمد حمد خليص الحربي

عن ا.د. محمد حمد خليص الحربي

اديب وكاتب ، المدينة المنورة
عضو شرف صحيفة غرب الاخبارية

التاريخ يعيد نفسه

التدبر واخذ العبرة والعظه منهج اسلامي وقرآني عظيم يجب على كل مسلم وكل ذي لب ان يتبعه. ويتعلم من دروس الماضي ويتفكر كيف كانت حياة من سبقونا بهذا العالم فالتاريخ يكرر نفسه ويعيد الاحداث بادق تفاصيلها. ففي العام 1513م هاجمت أساطيل الغزاة البرتغاليون عدن، *

* * *وبعد معارك غير متكافئة تم احتلالها، هاجر الكثير من الأهالي؛ وبقي البعض يقاوم بشراسة أوجعت المحتل كثيرًا رغم أنها لم تكن منظمة.. ازدادت ضربات المقاومة فلجأ (البرتغاليون) لخطة مبتكرة لقتلها، حيث جاءوا بشخص مجهول اسمه (عبدالرؤوف أفندي)، وأطلقوا عليه اسمًا ثوريًّا رنانًا هو (ياسين)..

* * *لم يكن أحد في عدن كلها يعرف هذا الـ(ياسين)، لكن البرتغاليون دعموه سرًّا بالمال وبعض السلاح لكي يظهر أمام الشعب (الغلبان) بطلاً قوميًّا.. نادى (ياسين) بالجهاد لتحرير عدن فانقادت خلفه الحشود، وبعد عدة معارك -متفق عليها مع الغزاة- شاع ذكره، وأصبح الكل يلقبه بالزعيم! نادت (أوروبا) -كعادتها- بمؤتمر عالمي عاجل من أجل السلام، وطلبت من الزعيم المجاهد (ياسين) الحضور لـ(سلام الشجعان) فقبل! وفي تمثيلية مكشوفة تحدّى (ياسين) أن يحضر (البرتغاليون)! تمنّعت البرتغال في البداية تمنّع الراغب، ثم قبلت وتم كل شيء كما خُطِط َ له، أعلن (ياسين) حكومته المحلية، واعترف بحق البرتغال في عدن! فقسمت عدن إلى قسمين، قسم يحكمه العميل (ياسين)، ويتبعه اللاجئون والفقراء، وقسم آخر يحكمه المحتل البرتغالي، ويمتلك النصيب الأكبر من الأرض والثروة! * يقول ماركس: "التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة"..

* * *ولا أظن هذه القصة أو المهزلة بحاجة إلى تعليق، أو مزيد شرح، فقد تكررت كثيرًا في تاريخ المنطقة!! يتغير الزمان والمكان وشخوص القصة، وتبقى الحبكة والحيلة ثابتة لا تتغير، فالفخ هو الفخ، والخيانة هي الخيانة، والنتيجة للأسف هي النتيجة! والمتأمل في وضع العالم العربي اليوم بدواعشه وجراحه الكثيرة يكتشف بكل سهولة وجود أكثر من (ياسين) في ليبيا، والعراق، وسوريا، واليمن... والحبل على الجرّار، تم إنتاجهم وتصنيعهم بنفس الطريقة الاستعمارية القديمة، قد يختلفون في الأسماء لكنهم يتفقون في الهدف، فالكل يعمل على تجزئة المجزّأ، وتقسيم المقسّم، وإسقاط مفهوم الدولة في المنطقة العربية، لصالح دويلات وأقاليم وكيانات هشة تقوم على فكرة التلاعب بحبال الانتماءات المذهبية والطائفية والقبلية، ما جعلنا نترحم على أيام سايكس بيكو.

* انتشار نموذج (ياسين) وتكراره بهذا الشكل الهزلي في أكثر من دولة عربية يعني انتصار للمشروع الصهيوني في المنطقة ونجاحه في تغييب العرب كقوة مؤثرة على كافة المستويات الإقليمية والدولية، وإشغالهم بكيانات صغيرة ومتنافرة، وإغراق المنطقة في اقتتالات طائفية لا تبشر بأي أفق للحل والمصالحة. * الذين لا يقرأون التاريخ محكوم عليهم أن يعيدوه أكثر من مرة.. وأن يلدغوا من ذات الجحر ألف مرة

وتصديقا لما جاء اعلاة انظروا الى تكاتف الارهابيين من يدعن الاسلام كداعش والنصرة وغيرهم. لماذا يهاجموا المسلمين في الشام والعراق ويذبحوهم ذبح الخراف ويتركوا اسرائيل تعيث فسادا وقتلا ونهبا في فلسطين وتنتهك حرمات المقدسات وتدنسها عيانا بيانا وهم على حدودها رابضين مشغولين بالقتل والدمار؟ لماذا لا يتركو السورين بحالهم ليناضلوا ويحرروا بلادهم من الظلم ويتجهوا لتحرير الاقصى وفلسطين..ويسعوا لاعادة الحق لاصحابه ويطهروا القبلة الاولى من رجس الشرك وعدوان اليهود المحتلين؟ ام علىعيونهم غشاوة؟.. كفانا الله شر كل ذي شر. وحفظ بلاد المسلمين من شرورهم وكل عام وانتم بخير. * * * * *

 0  0  12.5K