المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
دكتوره حياة الهندي
دكتوره حياة الهندي

عن دكتوره حياة الهندي

خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية

الحياة ... حكمة والحكمة ... حياة

الحكمة حياة والحياة حكمة، وبغير هذا لن تكون فهي الخير العظيم لمن حازها ، وهي السكينة والاستقرار لمن عاشها، ولكل مفهومه في معنى الحكمة، ولسنا في بحث علمي لنتتبع المفاهيم والتعريفات، لكننا في حديث روح لأرواح عطاش، جفت ينابيعها من هذا المعين، فانطلقت كشرارة نار في هشيم تحرق نفسها قبل أن تحرق من حولها، وماذاك كله إلا بفقدها الحكمة، أحكمت قبضتها بعاطفة هوجاء ثائرة رعناء جاهلة، حجبت ناظريها عما وراء الستار، فعاشت اللحظة انهيار.

جذورها لم يكتمل تشعبها في أرضها، ولم تستوطنها بقوة، ففرت للفضاء تنسج خيوطًا من عنكبوت، فأضحت لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولو تشربت الحكمة وأبحرت في شواطئها لسقاها الغيث من شهد الرضاب، لكن أنّى لفاقد الحكمة أن يكفيه ويرويه ماءًا زلال؟

الحكمة هي الفضل العظيم الذي ينصب على نفوسٍ لاتغريها دار فناء، ولاتستهويها ملذاتٌ رعناء، بعض الخبز يكفيها، وبعض الماء يرويها، والمسكن اللطيف يطربها ويحتويها!

الحياة لاتُعاش بدون حكمة، فأي جمالٍ يحياه المرء وهو متعربدٌ في وهجٍ ساطعٍ براق، لايسكب على الأرواح هدوءًا ولا استقرار!

خيريتك تبدأ من عقر دارك فإن كنت سامقًا، عميقًا ، متجذرًا، أنموذجًا يُحتذى، مهيبًا أثرك يقتفى، فستكن ذلك في مجتمعك ، أمّا غير ذلك فلا تظننّ اضطرام النار أنّها ستدفئك، فما جئت الدُنيا لتضيعها، جئت لتعمرها وتبنيها، وخيريتك من منبعك تهديها، ولوتجرعت فيها مُر الهوان وبكيت دمًا فيها.

الحكمة حياة والحياة حكمة، وبالحكمة تروق وتهدأ وتسكن اضطراب أمواجها، وغيماتها الملبدة تصب غيثها هنيئًا مريئًا، وهناك يوم الحصاد كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية،أسلفتم أي قدمتم ؟

فلينظر كلٌ منا ماذا قدم؟ حتى يأكل ويشرب بهناءة فتطيب كل جراحاتٍ تعثر فيها، كل لحظاتٍ تألم فيها، كل تجارةٍ قايضها مع الناظر إليه فقال له هامسًا: من أجلك فقط تركت، من أجلك فقط صبرت، من أجلك فقط رباه عشت، فآتني ياآلله الحكمة ، وأنت مطلوبٌ منك أن ترجوها وتطلبها من مولاك، فسلوا الله الحكمة دومًا وأبدًا، فالحياة تُعاش مرة وبغير حكمة تُعاش مُرة، وبالحكمة هي حلوة،وبغير حكمة بلاء ونقمة، الحياة برغم كل مايعتريها من صعود وهبوط، وسقم وشفاء، وفقر وغنى، وفرح وحزن، تظل جميلة.. رائعة ..هادئة.. رائقة.. ناجحة.. عجيبة...

فكل مافيها خير وإلى خير، لكن من يعي حكمتها غير!

عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم



خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية
 0  0  24.9K