المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

اوه.. فيفي عبده







الجمعة الماضية وفي العاصمة التونسية جرت المباراة النهائية لكاس ابطال افريقيا بين نادي الترجي التونسي والنادي الأهلي المصري وانتهت المباراة بفوز الترجي وتحقيقه كاس الابطال الافريقي الذي حققوه بجدارة واستحقاق بعد أن تغلبوا على الأهلي المصري بثلاثية نظيفة ولا اخفيكم بأنني سررت بذلك لأنهم كانوا الأفضل ولاعتبارات تاريخية قديمة فلعل ان من أنصار الترجي من يكونوا من احفاد العلامة ابن خلدون الحضرمي الكندي وغيره من ذوي الأصول الحضرمية التي قطنت تونس الخضراء قبل أكثر من عشرة قرون من الزمان وحتى ان هناك والى عهد قريب مدينة كانت تسمى حضرموت وأظنها مدينة سوسه ،

لكن ما أزعجني ودفعني لكتابة هذا المقال ما شاهدته في أحد مقاطع الفيديو المنتشرة على اليوتيوب وبقية وسائل التواصل الاجتماعي ذلك الاستقبال والهتافات التي لا تليق من بعض المشجعين وهم يستقبلون الفريق المصري بمطار تونس ويرددون بصوت واحد وبطريقة مسيئة (اوه فيفي عبده اوه فيفي عبده نادي الترجي ما هم قده) أطرقت كثيرا وتذكرت احداث مشابهة في كثير من المباريات التي تجمع الأندية والمنتخبات العربية وتصل الى حد القذف والشتائم التي لا تليق بأمة بٌعِثَ رسولها عليه افضل الصلاة والسلام ليتمم مكارم الأخلاق بمعنى انها امة ذات اخلاق ابتداء وما بعث الا ليتممها كما روي في الحديث الشريف.

فما معنى ان يٌعيّر فريق يمثل الملايين في مصر بأسوأ ما في مصر من أمثال فيفي وأخواتها وما شابهها بينما مصر تعجٌّ بالنجوم المتلألئة في كافة المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية وغير ذلك.

فما الذي أوصلنا الى هذا الحال والى هذا المستوى؟

الم نكن أمة واحدة؟ الم يتشدق القومجيون العرب بكافة تفريعاتهم بشعارهم الشهير (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) والشعار الآخر (حرية وحدة اشتراكية) وعلى الرغم من سيطرتهم على مقاليد الحكم لحوالي قرن من الزمان لم نرى فيه هذا الشعار مطبقا في ارض الواقع بل رأينا الحروب والنزاعات التي لا تنتهي ولم نرى خطوة واحدة حقيقية لتحقيق الوحدة العربية بل رأينا المفرقة العربية وليست جامعة

الم نفكر في الأسباب والمسببات التي أوصلتنا الى هذا المستوى؟ الم يكن اسلافنا يتنقلون بين المشرق والمغرب وما زالت شواهدهم واثارهم تسجل للتاريخ كم كانت تلك الأجيال تنعم بروح الوطن الواحد والجسد الواحد الم تتكالب علينا الأمم وتقطعنا إربا إربا كل دولة اخذت نصيبها من أرضنا وشعبنا بعد أن تقاسم رسم مستقبل امتنا البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرانسوا جورج بيكو، قبل أكثر من مائة عام وحددوا لنا الحدود والمسميات ورسموا لنا الأعلام وبذروا فينا عوامل التفرقة والتجزئة حتى أصبحت مسلّمات غير قابلة للنقاش فسلّمنا واستسلمنا طواعية فلم تعد لدينا النخوة ولا الحمية.
فرأسنا ضاعَ ولم نحزن
وأكثرنا الجدال
عند فقدان النعال

ولهذا من السهولة بمكان ان نتشاتم ونتنابز بالألقاب ويعيّر بعضنا بعضا بأراذل القوم هنا او هناك ولم نتشبه حتى بأحفاد سايكس وبيكو على اٌقل تقدير التي تنتهي مبارياتهم الرياضية بالإبداع المتكامل بين اللاعبين والمشجعين الا فيما ندر،

فمتى سنرتقي ونعود لأصالتنا واخلاقنا وقيمنا وديننا لعلنا نخطو الخطوات الأولى نحو المجد والسؤدد ونغير الواقع المرير الذي سبق وأن شخصه الشاعر الرائع احمد مطر بأبيات ستظل خالدة على مدار التاريخ
وبها نختم.

امتنا فريدة القيم
لآتها نعم

جحورها قمم

الكل فيها سادة لكنهم خدم

وبيتنا عشرون غرفة به

لكن كل غرفة من فوقها علم

يقول ان دخلت في غرفتنا

فأنت متهم!

بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  19.7K