تجار الألم
سبحان الخالق العظيم المصور الوهاب من يضع الرحمة في قلوب البعض والقسوة في قلوب البعض وخالق البر والفاجر ومغير الأحوال. ومن الاختلاف في الأخلاق والتعامل ما هو مشاهد ومحسوس وتداول . والتغيير يحدث عادة مع تغير الزمان والمصالح. فقد كان الطبيب في زمن مضى وولى كان ينعت بالحكيم فيكون طبيب فى مهنته حكيم بفكره وتعامله فلا يضع المال هدفا له وإنما همه الاول والاخير ان يعالج الداء ويخفف عناء المريض باي حال من الأحوال بعكس زماننا هذا الذي جعل من المادة هي هم الطبيب الذي يبحث عنه ولا يكترث بالمريض وما يعانيه، انما يكشف على حسابه البنكي ويكتب له اغلى الأدوية بالاتفاق مع موزعي الأدوية والمستشفى الذي يعمل به دون مراعاة لحال المريض او اكتراث لوضعه المادي، فإن كنت تستطيع الدفع فأهلا بك سيتم علاجك، وان كان العكس فموتك ارحم لك دون رحمة من الخلق .
فحسابك هو ما يحدد حقك في العلاج من عدمه. وكم سمعنا من قصص يدمى لها القلب فكم من جثه متوفي لا تسلم لأهلها حتى يتم تسديد الفواتير المترتبة على علاج أدى إلى موته.
وكم من وليد لا يفرج عنه لعدم دفع تكاليف المستشفى دون رحمة او مراعاه للوضع. فالمتاجرة بآلام الآخرين أصبحت مهنة رائجة مع شديد الأسف.
وهذا السلوك الخاطئ جعل من الكثير تاجرا للحكمة والناجحين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ممن ينصحون باستخدام الأدوية والعقاقير والأعشاب للتداوي مما جعل المجتمع يصدق اكاذيبهم ويجعل من نفسه أداة لتجارب قد تضر به أكثر من ان تنفعه .
فلا نقول الا لا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل. اللهم وفق كل من عمل بإخلاص وساعد الناس .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.