مهاراتك من أسلوبك
دائما ما كانت تبدو حديقة منزل جارى أفضل من حديقة منزلى، فالبقع الذابلة والأعشاب الضارة والشائكة هى كل ما كنت أراه فى حديقتى؛ وحيث إن حديقته كانت تبدو أفضل من حديقتى، فقد كنت أتساءل ما الشىء الذى يفعله هو ولا أفعله أنا، وظننت أن تربة حديقته افضل من تربة حديقتى، أو أنه يستخدم اسمدة أفضل منى أو أى شىء آخر، وفي الحقيقة، عندما نظرت من الشارع، بدا لى أن حديقتى هى الأسوأ فى المنطقة ككل.
ولكن ذات يوم وقفت فى حديقة جارى، واكتشفت ما لم ألاحظه من قبل؛ ففى حديقته توجد نفس البقع الذابلة، والأعشاب الضارة والشائكة الموجودة فى حديقتى، وعندما نظرت مرة أخرى إلى حديقتى بدت رائعة، فعندما أنظر عن قرب، يمكننى رؤية كل الأشياء الخاطئة، ولكن عندما أنظر إليها من مسافة بعيدة حيث تكون العيوب غير ظاهرة، يمكننى أن أرى أن كل شىء على ما يرام.إنها مسألة وجهات نظر.
وهذا الأمر ينطبق تماماً على أنماط الشخصيات، فعندما نعيش بشخصيتنا نحن، نستطيع تفحصها ورؤية كل العيوب الموجودة بها - وهى الأشياء التى نريد تغييرها ، حيث نرى الأشخاص الآخرين يتحادثون بطريقة مختلفة، ويبدو أنهم يشعرون بالارتياح تماما، ومن السهل علينا أن نتمنى أن لوكنا مثلهم، فنحن نرى الأجزاء الجيدة فى شخصياتهم، بينما نرى البقع القاحلة والحشائش الضارة والشائكة فى أنفسنا ولكنهم يفكرون بنفس الطريقة.
إن تمنّى حديقة مختلفة لا يجعل حديقتى أكثر اخضرارا، والحل هو أن أحلل أى نوع من الحشائش لدىء، وأختبر أحوال التربة، وأتعلّم أفضل الطرق لرعاية الحديقة التى أمتلكها، وبهذه الطريقة يمكننى أن أزرع البذور المناسبة لملء المناطق القاحلة، وأقوم بتسميدها بالطريقة الملائمة، وأطبّق نظام الرى والرعاية المناسب، أما إذا قمت بزراعة أنواع من الأعشاب خاصة بشخص آخر فى المناطق القاحلة فى حديقتى، فستبدو الحديقة دائما غيرمتناسقة، وغير مستوية.
ونفس الأمر ينطبق على مهاراتنا فى المحادثة، فالحل ليس محاولة تقليد شخص آخر، ولكن أن ندرس أنفسنا، وعندما نقبل تصميمنا الفريد، يمكننا الاستفادة من ذلك التفرّد، وعندها يمكننا اختيار أساليب المحادثة المناسبة، ونمارسها فى بيئة آمنة، ونتحادث مع الآخرين بطريقة فعالة ومريحة.
إذن، كيف يمكننا تطوير كفاءتنا فى إجراء المحادثة؟ بأن نهتمّ بحديقتنا الخاصة بدلاً من أن ننظر إلى حديقة الجيران، فربما تبدو الأعشاب أكثر اخضراراً من خلف السياج، ولكنها تصبح أكثراخضراراً في حديقتنا عندما نبذل الوقت لتعهد ما نمتلكه بالفعل،والله من ورى القصد.