المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 19 أبريل 2024
دكتوره حياة الهندي
دكتوره حياة الهندي

عن دكتوره حياة الهندي

خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية

وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ


منذ متى رأينا ناجحًا سامقًا متألقًا مستقرًا متزنًا ولم يٌحارب؟

القاعدة تقول " إذا تعرفت على نفسك وتعرفت على أعداءك فقد فزت بنصف المعركة" .

نحن في مملكتنا مهوى القلوب، بلاد الحرمين التي ميزها الله وأكرمها، وأعطاها ، وفضلها بكل المقاييس والمعايير الدينية و الإنسانية والمجتمعية والاقتصادية والسياسية والحضارية متألقة ناجحة سامقة ثرية عظيمة تخطو خطواتها بإيجابية وقوة وحماس وثوابت أصيلة ومواكبة متحضرة ، لذلك ليس من المستبعد ولامن الطبيعي أن لايكون لها أعداء، ولاتلتفت إليها الدول وتسقط عليها ضلالاتها وانتكاساتها فهذه هي كينونة الحياة وسيرورتها وتاريخها.

أمراض وأسقام وابتلاءات ماخلت منها دولة ولاحضارة ولاتاريخ، ونحن اليوم إذا كنّا نواجه هذا وبهذه الشراسة فهذا لنا وليس ضدنا فهذه شهادة أعدائنا أننا أشغلناهم، وأثرنا مكامن الغيرة والأحقاد في أنفسهم السقيمة المريضة المتعفنة التي نعلم يقينًا أنّهم بها هم التعساء الأشقياء ، ونحن السعداء ونحن الأصحاء، فالصحة النفسية لمجتمعنا هي دليل السعادة والنجاح فلسنا نحن من نغار، ولامن نحسد، ولامن نحقد، نحن ماضون في نسج تاريخ يليق بنا،لنا ثوابتنا وقيمنا مشغولون طوال الوقت بالإنجاز، نعرف أنفسنا، واليوم ولله الحمد عرفنا أعداءنا .

سحابة صيف وستمر ، وستمطر أرضنا الخصبة الحب والصفاء والنقاء والتماسك والتعاضد والتعاون والرحمة فنحن مستعدون لكل شيء!


مستعدون وجاهزون فنحن بنصف المعركة مسبقًا فائزون.. فنحن نعرف أنفسنا، ونعرف عدونا.
نصف المعركة الآخر سنحققه بإذن الله باليقين الذي وعدنا الله به أنّ النصر للإسلام والمسلمين في كل زمان وفي كل مكان، ثمّ بشيئين اثنين:
1ـ الاستعداد
2ـ المواجهة إذا لزم الأمر.
كيف يكون استعدادنا؟
علمنا الله في كتابه الكريم فقال تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) سورة اﻷنفال 60

ماهي القوة التي تلزمنا للاستعداد ؟
1ـ قوة نفسية ـ الهدوء وعدم الانفعال أو التأثر أو الخوف فالانفعال يؤثر على خلايا المخ فتدفق السيالات العصبية يجعل قراءة المخ ضعيفة وقد تتعطل فبعض من الهدوء ببعض التقنيات النفسية والاسترخاء والصلاة والقرآن والتأمل وعدم التعجل.
2ـ قوة عقلية ، إعمال المخ لترتيب الوضع الراهن بما يستدعيه من حنكة ومرونة وتنظيم وتعليم وتدريب ، ينجز أكثر من يفكر أكثرويضع اقتراحات وحلول عديدة.
3ـ قوة بدنية، جسد ضعيف متهالك خائف هذا لايقوى على الحياة، فكيف سيقوى على مجابهة الأعداء المتربصين، فعلى الجميع تفعيل هذه القوة بالأكل الصحي ثمّ بالرياضة ثمّ بالعلاج والمقويات فالوضع يحتاج من الجميع هذه القوة.
4ـ قوة السلاح
أـ سلاح الكلمة التي بدأوا بها لبلبلة وتشويه بلادنانعلن تماسكنا وإصرارنا وولائنا وانتمائنا ولن نهتز لهذه الأراجيف.
ب ـ السلاح المعنوي ينطلق من الذات التي تعزز الحب ، الشغف، القوة، الصبر، الدفاع، الانتماء، العشق بل الثمل للوطن، فالوطن أولًا وثانيًا وثالثًا..... وحتى آخر قطرة وآخر نبض.
ج ـ أسلحة الحرب حبذا لو سُخرت العقول الفذة في مملكتنا لتصنيعها وفُتح المجال لذلك وللتدرب عليها فماذا عسانا ننتظر؟
5ـ قوة الرمي
القوة رمي ، رمي أفكار سلبية أنّ عدوك أقوى بما يملك فالنصر من عند الله ولمن كان معه، فالقضية محسومة فلم نترك أفكار كهذه تتسلل لأنفسنا ونخاف!
6ـ القوة قوة فكر وقوة معرفة، فكروا أكثر، خططوا أكثر، تعرفوا على ما ينفعكم أكثر، تعلموا أكثر، اعملوا أكثر، اجتهدوا أكثر، اصبروا أكثر .... فعلوا قوة أفكاركم وأجسادكم للذود والدفاع عن مملكتنا فهي منا ولنا وهي نبضنا وحلمنا وسكوننا وسعادتنا وجمالنا والجمال يستحق أن تدفع روحك ثمنًا للحصول عليه فكيف إذا كان وطن؟
ارهبوهم أخيفوهم بكل مايخيفهم!
ولا أرى والله أعلم خوفهم إلا من تماسكنا ومحبتنا وولائنا واتحاد كلمتنا فهم يفتقدون هذا، ولا يدركون قيمة الحب فالله هو الحب وهو من أمر بالحب فلنحب وطن أهدانا الحب والحلم ولا نتركه يواجه التحديات ونحن نرتع ونلعب بل نفكر كلًا في مجاله ، وكلًا حسب طاقته واستطاعته ولننفق أرواحنا ودماؤنا وأموالنا وأقلامنا وأبناؤنا وأفكارنا ودعمنا وتشجيعنا ولنكن يدًا واحدة متكاتفة تعد لهم كل ما استطاعت من قوة وبالله القوة ومنه القوة والنصر لنا والله أكبر وأعلى وأجل الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
كتبته/ د.حياة الهندي

دكتوراه في علم الدراسات الأسرية والاجتماعية
 1  0  21.9K