عثرة حظ
إنْ جَدُّ المرءِ في الشَّيء مُقبل تأتَّتْ لهُ الأشياءُ مِن كلِّ جَانبِ
وإذا أدبرَت دُنياهُ يوماً توعَرَت عَليه فأعيتهُ وجوهُ المطالِبِ
فنحن نسير في الحياة كادحين منذ أن تُشرق الشمس وحتى تغيب .
فحصاد اليوم يأتي لدى البعض فتات والبعض الاخر على طبقٍ من ذهب بلا مجهودٍ يذكر ولا لساناً يشكر .
لقد تداول الاقدمون العبارات المختلفة التي تُداعب مشاعر الانسان وتعينهُ على الدنيا ،منها المحفز ،ومنها ما يجلب الصبر ،ومنها ما يبعث التفاؤل .
ويختمون الفشل الذي يواجههم بعبارةِ الحظ العاثر ،ومن يفلح يقال له محظوظ ،وإن الدنيا تأتي إليه مقبلة.
وكم من شخصٍ ادبرت عنه دون ان يعرف الاسباب .
ولكن ما يزيد حرقته أنه شخص مجتهد لا يُقدر جهده، ولا ينظر إلى ما تصنع يداه من ابداع .
فلا يعرف موطن الخلل هل هو من الصانع أو من المُقيِّم .
لطالما رمينا عثرات تسبب من خلالها غيرنا على الحظ لنُمني أنفسنا حتى نجد مبرراً يجعلنا نعاود الوقف من جديد ،من اول الدرب .
وفي كل مرة يصادفنا من لا يُقدر جهودنا فنحن نحتاج دائماً لمُتصيدٍ للمواهب ومُنمي لها ،ويجيد التعامل معها لنحظى بكلمة محظوظ بدلا من المنحوس الذي تتلقاه النفس ،وتضعف مع الوقت لتخبو الحماسة وتنتقل الى من لا يعرف كيف يصونها وقدأتت إليه لانهُ ينتمي المعرفة ،وقدم ما لا يمكن للشريفِ تقديمه.
فهزلت هذه الحياة التي اصبح فيها الصواب خطأً والخطأ صواباً وجعلت الاذهان مشتته والرغبات هي من تقصي المواهب وتُقرب من ليس لهم من الابداع ذرة .
انهض أيها الحظ بكل ما اوتيت من قوة وامسك بيدي واجعلني كما جعلت غيري في المقدمة مبتسماً ،ومقبلاً على الحياة، وإن اضعت دربي ،لن أكل وأمل سأركض خلفك حتى يأتي اليوم الذي اكون فيه حظك السعيد.