أعذرونا يامعلمونا
هو العلم خير زاد و خير كنز و خير تاج يوضع على الهامات .. به ترتقي الأمم و تُبنى الحضارات .. بالعلم يصول الإنسان في أركان الأرض و به يطوف بين الأزمنة و الأمكنة ..العلم خير هدية و هبها الله تعالى للإنسان و به فضّل الإنسان على سائر المخلوقات بل فضّل بعض البشر على غيرهم فتأمل قول الله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) (سورة فاطر 28 )
وخير دليل على العلم النافع هو خشية الله تعالى كما جاء في الآية أعلاه ..التي ورد في تفسيرها في تفسير ابن كثير ( إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به; لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى - كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل ، كانت الخشية له أعظم وأكثر . )
فسبحان من علّم بالقلم .. سبحان من علّم الإنسان مالم يعلم ..العلم خير موجود و أعز مفقود فهو أغلى من الماء .. لمن علمونا ومنحونا من وقتهم وعلمهم ونقاءهم حياة أخرى في يومهم تعجز حروفنا أن تمنحهم حقهم من الوفاء والتكريم والإجلال والتقدير والاحترام فلولا صبرهم وعطاءهم ماكنا اليوم ندون حرفا ولانعلن فكرا ولانواجه معضلات الحياة لكل من أثروا حياتنا وزرعوا فينا بصمات لاتمحيها الأيام لكل القائمين على صروح العلم والتربية منارات خير واهتداء هنيئاً لكم هذا الشرف وهذه المكانة وصبرا على مايأتيكم منا فأنتم أهل الفضل ونحن من اعتدنا الأخذ ولو كنا حقيقة ندرك فضلكم لما كان التكريم لكم يوم بل كان لكم العمر كله فجزاكم الله خيرا وغفر لنا تقصيرنا وأعذرونا يامعلمونا.