أين أنتِ ياصديقتي!
أين أنتِ ياصديقتي!
إنني افتقدك كثيرًا أشعر أنني محتاجة لسماعك والحديث معك!
لماذا لاتجيبين على اتصالاتي؟
أنا أعلم أنّك حزينة جدًا وتعبةٌ جدًا ومرهقةٌ جدًا!
وأنّك وعائلتك تحملين همًا كبيرًا في ظل الأوضاع الحاصلة ؟
تتجرعون الموت آلاف المرات تبكون دمًا لادمعًا ،لا قدرة لكم على الرحيل ولاقدرة لكم على البقاء ! لم يبق لكم سوى الألم والشقاء والعناء
لاتعرفون غير هذه الأرض التي باركت زواج والديكم واختلطتم بأهلها حبا وحليبًا وسلوكًا وقيمًا وطريقةَ ، تعثرتم في مواصلة التعليم الجامعي لكنكم لم تتعثروا في تعلم كتاب الله ومدارسته وتعليمه وكان هذا هو مدخولكم للاستمرارية للعيش على هذه الأرض التي تعشقون وغيرها لاتعرفون!
الآن لا مناص فقد عُززت السعودة ونأت بكم بعيدًا عن كل فرص العمل وحتى الزواج وأرجعتكم كما ولدتكم أمهاتكم تتخبطون على كل الحوائط والزوايا ، تنتظرون الغيث أن يمطر جدب حياتكم ، تلتحفون الخوف وتأكلون القلق وتشربون من كأس الخذلان .
أقدر ياصديقتي كل الذي تشعرين به والخرائب التي تداهمك أنت وأسرتك والكثير ممن هم مثلك الذين لا ناقة لهم ولاجمل فيما حدث، عانقت جباههم الأرض تذرف الدموع مثنى ورباع ، آثرت الصمت وعدم الشكوى فهي نفوسٌ طاهرة وألسنةٌ شفيقة وأرواحٌ عفيفة تعطي وتمنح الأمل والسعادة للآخرين لكنها اليوم ممتلأة بالأحزان والخوف والغربة والفقر والعيلة والحاجة والمرض فكيف ستسمعنا أصواتها؟ وكيف ستجيب على اتصالاتنا ونداءتنا!
صديقتي فقدتك قبل الرحيل ،،،
صديقتي لست وحدك من تنتظرين الغيث أن يمطر جدب أيامك
أنا مثلك أنتظر الغيث أن يمطرك رزقا وأمنًا وحبًا وتيسيرا وفرجًا وحياةً
ففقدك أليم، ومكانك لن يملأه أحد، وصوت إيمانياتك التي كانت تمنحني القوة وإطلالتك في الوقت الذي تنصل فيه الكثير وانشغل مازالت تأسرني وتهيج الحنين لك كل حين، لن أطالبك بالرد على اتصالاتي ولن انتظر مكالمتك المتعطشة لها لكنني كتبت حرفي لعل التقنية تحمله فيكون له صدى دعوات رحمات تظلل حياتك فتغيرها وتعمرها ولتعلمي ياصديقتي أن الإحسان لاجزاء له إلا الإحسان!
صديقتي حقيقة عرفتها صدقا أكتبها وأقولها أنا أحبك!