كلمة حق
على الرغم من فداحة الجيل الجديد لكونه مختلف فقط، أتقدم كواحدة منهم لأقول كلمة حق.
حرضتني القراءة/ المشاهدة/ الإستماع المعاصر الذي يتمتع به شباب وشابات الوطن العربي من محاولتي للفت أنظار سادة الجيل القديم.
يؤثر هذا النمط المعاصر لكافة مايتناوله شباب الجيل من المواد العامة في تجليات ماينتجونه من أفكار ونصوص وفنون وسلوكيات مغايرة وعميقة لتبني حضارة أصيلة بطابع معاصر على المدى البعيد. وقدرتهم على تناول الفنون والأدب وكافة العلوم التقليدية من زاوية متجددة لخلق دهشة جديدة سواء عملية أو علمية تستحق التبجيل والثقة خاصة أنه جيل لم يخلق في زمن الجودة الذي شهدتموه لكنه استطاع بكفاءة أن يخلق من سطحية الحاضر أبعاد عميقة وغير مألوفة والشرارة الأعظم من المشكلة في - غير مألوفة - بالنسبة لجيل قديم تعود على الجودة في كل شيء فلزم الإعتياد ولو أن الجودة تتكلم لنطقت أن التجديد لايعارضني.
إن عدم التقبل لحداثة الشباب لا يأصل الماضي بقدر ما يخلق فجوة قادره على فصل الحلقتين والبقاء لحضارة الأقوى بينما الاستيعاب الذي ادعوا إليه وسبقني به الكثير يعاضد الجودة القديمة بالإبداع الحديث وبالتالي حضارة مشتركة وأصيلة.
أنتج الزمن القديم الجودة وينتج الزمن الجديد قُراء ومعربين ومجددين لهذه الجودة وحقها قرأتها وإعادة تشكيلها - في كل شيء- بما يليق بحداثة الحاضر ويحفظها أكثر من تصليبها والتأمل بها.
ثم للطفرة الجينية بالجيل الحديث مزايا تحجب شذوذها فاتيحوا لذوي الطفرة أن يدلوا بدلو التجديد والمعاصرة. والحق أن دلوكم المملوء ب " الأسود والأبيض " ما عاد قادراً على احتواء تفاصيل الزمن الملون.
كما أن الإختلاف الفكري الظاهر بين الجيلين يعد قراءة جديدة لواقع معلوم إن لم يغيره سيضيف المتعة عليه.
ولأن الكيفية مرتبطة بالزمان والظرف والمكان وحتى المناخ ترفعوا ياسادتي القدماء عنها وأعقدوا شراكتكم في الأصول والقيم ثم خوضوا رحلة يقودها شباب وشابات الوطن في ظل رعايتكم ومعيتكم.