وزارتي أنا والوزير
دخل من الباب واتجه الى كرسيه الدوار منتفشا غاضبا وقد لبس بشته الاسود المعهود وعلق على رقبته سماعه طبيه وكأنه طبيب بينما في الحقيقه تخصصه اداري وبقدرة قادر اصبح رئيس للمركز الصحي سعيد رجل محظوظ ووصولي ..اليوم اجتماعهم بفخامته جلس سعيد على كرسيه منتفشا ايضا وهو ينظر للطاقم الطبي والاداري الذي لايتجاوز عدد اصابع اليد وعينيه تقدح شرر والكبر يخرج مع شهيقه وزفيره ضرب بيده الطاوله وهو يقول لهم بصوت جهوري :لا للفساد زمن الفساد ولى ففي (وزارتي أنا والوزير) لا تلاعب لا فساد لاعبث ولا محسوبيات او واسطات .العمل ثم العمل ثم العمل ..يقول الفيلسوف جان سارتر (من اراد ان يشتري الخبز فليقتني الخبز !!)الكل صفق بحراره والدكتور :أسعد بجواره وهو يقول في نفسه جان سارتر والله هذي شكلها من كيسك كالعاده مسوي فيها مثقف (ابوالشباب) الله يرحم ايام الليليه ..المهم انفض الاجتماع كعادته على هتافات وتصفيق المنافقين والعجيب ان ابن اخته ينتظر سعادته حتى يخرج امام باب الاجتماع وقد تأبط شهادته الابتدائيه وهو ينظر اليها بفخر كأنه متخرج من جامعة (هارفرد)الامريكيه ..بعد أيام من تعيينه سمع سعيد ضجه ونداءات من الاطباء والاداريين والصراخ يكاد يصم الأذان خرج عليهم بملابسه الداخليه وقد لبس بشته المعهود وعليه ثلاث سماعات طبيه ..نظر الى جهة الصراخ فإذا برجل كبير في السن ملقى على الأرض وبجواره بن اخت سعيد فقد قام بن اخته بإعطاءه حقنه بنج زائدة لرجل مصاب بالسكري ووفاه الأجل وسعيد يردد راحت (وزارتي أنا والوزير)