عندما ينطق الجماد
شائت الأقدار أن أسافر إلى جمهورية التشيك وكنت مسلحا بلغتي واللغة الانجليزية التي ا تحدثها والتي لم تسعفني فكنت غريبا بين الناس هناك لا افهم الا اليسير مما يقولون وفي معظم الاحيان يكن كلامهم مجرد ضوضاء تملاء المكان . عانيت كثيرا من اللغة للتفاهم . ذهبت الى العاصمة براغ وحصلت المفاجأة الجميلة فوجدت ان الجماد يتكلم ويحكي قصص مختلفة وجميله قصص تسرد تاريخ المنطقة وتسلسل احداثه بكل وضوح وصدق وبدا يتفتق ذهني لامور كنت اجهلها واتسائل كثيرا عنها . فمثلا عندما زرنا قصر براغ على الى وجدنا عرضا تراثيات جميل في محيطه والعديد من السياح يستمتعون بالاجواء والمناظر الجميلة من الاطلالة على براغ ويستمعون إلى قصص التماثيل الموجودة على أسوار القصر فمنها تمثال على شكل فارس ينحر امرأة بخنجر واخر يضرب امرأة بعصا غليظة وهذا يحكي اضطهاد المرأه في العصور الوسطى وعن منابع العنف لديهم وثقافتهم الضحلة عن الإنسانية والرحمة والعلاقات الاجتماعيه الراقية بل يعكس العنف وسوء التعامل مع المرأة. ومن ثم عرجنا إلى جسر تشارلي ومنزل الروائي اليهودي فرانس كافكا، بالمناسبه تعتبر براغ مدينة الكتاب فهي تزخر بمنازلهم وذكرهم الأدبي .
ومن هذا المنطلق تأكدت ان الجماد ينطق ويصدق بالحديث ويعطيك تصور عن الحياة الاجتماعية التي كانوا يعيشوها والتي تنحدر منها ثقافتهم وسلوكهم الحالي.
الحمد لله على نعمة الإسلام. واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى أهل وصحبه وسلم. معلم البشر يا الأخرى والداعية لمكارمها واحسنها
ا.د. محمد حمد خليص الحربي