شعور الحنين بالماضي
اكتشف العلماء ولأول مرة الشعور "النوستالجي" في الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي. واثبتوا أن الحنين إلى الماضي، من خلال استرجاع ذكريات أوقات مميزة في حياتك كما هو حالي عندما استرجع ذكرياتي واتأمل صوراً كأي شخص يكون اسيراً لصورةٍ جماليةٍ في داخلهِ رسمت له ملامح وحملت له كلمات ومعاني كما الاعمال الفنية التي نقف امامها مدهوشي الانظار سارحي العقول متسائلين كيف تسنى لاصحابها أن يصنعوا تحفتهم ويأسروا بها قلوبنا ومشاعرنا ويجعلوننا نترجمها اما دموعاً او فرحاً .
وهذا لسان حالي عندما استمع الى اغنية (قارئة الفنجان ) ليقودني الفضول في معرفة تفاصيل هذه التحفة الفنية لِاعلم أن من غزلها هو الشاعر نزار قباني بكل دقة متناهيه ولحنها محمد الموجي بلحنٍ يداعب الوجدان وغناها صاحب الصوت الرومنسي الفنان عبد الحليم حافظ عام 1976 على مقام النهاوند .
حيث ان هذه الكلمات تروي قصة حب الفنانة سعاد حسني لعبد الحليم حافظ .
وقد بدأت رحلة هذه القصيدة عندما قابلت سعاد حسني صديقها الشاعر نزار قباني في لندن بعد أن قدم استقالته من العمل الدبلوماسي وتفرغ للشعر والادب .
واخبرتهُ سعاد عن علاقتها بعبد الحليم حافظ ،عندها قرر نزار تدوين قصة حبهما في قصيدة (قارئة الفنجان )وكانت هذه القصيدة السبب في منع دخول نزار قباني لمصر دون ذكر تفاصيل المنع .
كما ان هذه القصيدة العظيمة المغناة حصل عليها بعض المشاكل في المسرح عندما غناها عبد الحليم وتعالى صراخ الجمهور واطلاق الصفير مما جعل عبد الحليم يغضب ويقوم بتوبيخ الجمهور وتقليده بالتصفير مثلهم .
وقد واجه النقد في الصحف وحاول تبرير تصرفه كثيرا .
والجدير بالذكر أن هذه الاغنية التي لحنها محمد الموجي اخذ تلحينها سنتين لصعوبتها كما انها كادت أن ترى النور بسبب احتباس صوت محمد الموجي مما واجهته صعوبة في نقل اللحن الى النوتات وفوق ذلك كان ضيق الوقت سبباً آخر حيث بقي على موعد الحفل 12 يوماً فقط ،وعبد الحليم عادةً يأخذ في عمل البروفات 45 يوماً لذلك قرر عبد الحليم الغاء الحفل ،لكنه تراجع في اخر لحظة بتأييد من صديقة مجدي العمروسي وبعد ان اقسموا الفرقة أن يعملوا لمدة 12 ساعة يوميا لاتمامها.
لو لم يكن هذا الاصرار والحماس لما خرجت لنا هذه الاغنية التي تداعب المشاعر وتأخذ الخيال لنقطة التأمل في كمية الحب التي تحكي قصة مشاعر ٍحقيقة خرجت بصدق لنستمتع بها وتعيش بيننا طول هذه السنوات دون أن تموت وتصبح تحفة في سماء الفن خالدةًللاجيال القادمة .