المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 5 مايو 2024

أخطار الأمية

عبدالرزاق بن علي تونس :

* *

إن للامية في الوطن العربي العديد من المنابع أو الروافد ويقوم كل منها بتغذية الأمية بأعداد كبيرة من الأميين مما جعلها مستمرة ومتجددة في كافة أنحاء وطننا .

ومن أبرز هذا المنابع أو الروافد التسرب، وعدم الإستيعاب، وعدم الالتزام، والإحجام، والارتداد. وكل واحدة من هذا الروافد تأثير في الأمية إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة ويتمثل التأثير المباشر في أن كل العوامل السابقة أو بعضها تضر بالراشد الأمي إما بتركه لفصول محو الأمية أو لعدم استمراريته في البرامج المقدمة قبل أن يمحو أميته أو قبل أن يضمن بلوغ المستوى التعليمي الذي لا يعود بعده إلى الأمية ثانية أو بعدم إمكانية التحاقه بهذه الأقسام أو البرامج أما لعدم توفر الإمكانات المادية أو البشرية أو لعدم توفرهما معا أو لعدم صدق النوايا من المسؤولين عن هذه البرامج، لعدم وجود قوانين تلزم الراشدين بالانخراط في برامج محو الأمية* وتلزم الجهات المسؤولة بتوفير كافة الفرص لكل الراغبين.

أما التأثير غير المباشر فيتمثل في كون وجود هذه العوامل أو الروافد والمنابع يجعل الأطفال لا يلتحقون بالدراسة في صغر سنهم ولا يستمرون في متابعة دراستهم بعد التحاقهم بها مما يؤدي إلى أن يصبحوا أميي المستقبل في كبرهم. فإذا حرمت مجموعة من الأطفال من الالتحاق بالتعليم الأساسي لأحد الأسباب سالفة الذكر وبقيت خارج نطاق الدراسة فإن أفرادها، بعد بلوغهم خمس عشرة سنة من العمر، يصبحون في أعداد الأميين وبذلك يكون أحد روافد الأمية قد أمدها بعناصر جديدة وشابة وتسبب بالتالي في ديمومتها.

وتقاس خطورة منابع الأمية بمقدار عدد الأميين الجدد الذين تزوّد بهم الأمية الأصلية كل سنة. وبمقدار ما تمده هذا المنابع من عون لإبقاء الكم الثابت من الأميين على الحال الذي هو عليه. والكم الثابت هو عدد الراشدين الأميين. أما الكم المتجدد فهو العدد الجملي للذين يبلغون الخامسة عشرة من العمر ولم يتخلصوا من أميتهم.

ولكي نعلم حجم خطورة هذه الروافد أو المنابع لينا أن نعرف خطورة كل واحد منها على حده.

*التسرب:

لقد أصبح هناك اتفاق عام على أن التسرب هو ترك الدارس للمدرسة قبل نهاية السنة الأخيرة من المرحلة التعليمية التي سجل فيها. إذا ترك تلميذ المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية الدراسة قبل حصوله على شهادة المرحلة التي التحق بها فانه يصبح في عداد المتسربين. فالتسرب هو أن يترك الدارس المدرسة قبل بلوغ المستوى التعليمي الذي* يمحو بمقتضاه أميته وقبل أن يضمن عدم ارتداده إلى الأمية ثانية.

والتسرب ظاهرة معروفة ومألوفة في بلادنا

عدم الاستيعاب :

وهو أن لا تستوعب المدارس كل من هو في سن الدراسة وهذه الظاهرة منتشرة في الأرياف حيث تبعد المدارس عن المنتفعين المحتملين للتعليم وخاصة في المناطق الجبلية والصحراء في الجنوب وفي المناطق الحدودية الوعرة*

عدم الالتزام:

ويعني إلزام الأطفال بالالتحاق بالدراسة وعدم السماح لهم بتركها إلا بعد بلوغهم مستوى تعليميا معينا وإلزام الراشدين بالالتحاق ببرامج وأنشطة محو الأمية وتعليم الكبار* ولا يسمح لهم بالانقطاع عنها إلا بعد التأكد بأنهم قد تحرروا من الأمية وبعد التأكد من عدم الرجوع إليها ثانية

  • الارتداد:

هناك جملة من العوامل التي إذا توافرت تكون مدعاة إلى ارتداد الإفراد إلى الأمية ومن هذه العوامل ما يلي

- ضعف البرامج التي تقدم للدارسين

- ضعف المستوى العلمي الذي اعتبر حدا فاصلا بين الأمية وبين التحرر منها

- عدم الجدية من قبل المتعلمين والقائمين علي تنفيذ برامج محو الأمية معا

- عدم وجود برامج متابعة للذين يعتقدون إنهم تحرروا من أميتهم وذلك بقصد زيادة مهاراتهم ومعلوماتهم

- عدم وجود الكتب والمطبوعات التي تناسب المستوى العلمي والنضج العقلي للراشدين الذين تحرروا من الأمية لينموا معلوماتهم ويوسعوا مداركهم بصورة ذاتية

  • الإحجام:

هناك جملة من العوامل يمكن الاعتماد عليها في حالة وجودها كأسباب هامة لامتناع الكبار عن الانخراط في البرامج التعليمية ومن هذه الأسباب ما يلي

- عدم ملاءمة البرامج التعليمية والمواد المدروسة لمستوى النضج العقلي للدارسين الكبار

- عدم تلبية هذا البرامج لحاجات ورغبات وطموحات الدارسين

- عدم جودة وسلامة الطرق والأساليب المتبعة في التدريس

- عدم ملاءمة أماكن الدراسة وبعدها عن أماكن سكن وعمل الدارسين

-عدم مناسبة الأوقات التي تقدم فيها برامج تعليم الكبار او تضاربها مع ساعات العمل الرسمية بالنسبة للدارسين

- عدم خبرة المعلمين بطبيعة وظروف الراشدين

- عدم جدية المشرفين على برامج تعليم الكبار والمنفذين لها

- تأثير الخرافات الساذجة والأمثلة البالية على الكبار مما يجعلهم ينظرون نظرة تشاؤمية تجاه البرامج التعليمية

- المسؤوليات الأسرية والالتزامات الاجتماعية الكثيرة التي يتحملها الكبار

- الخبرات المؤلمة التي يحملها الكبار عن المدرسة

- الشعور بان برامج تعليم الكبار برامج هامشية ثانوية لا ينال الدارس والمجتمع منها أي فائدة*

بواسطة :
 0  0  9.8K