المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 25 نوفمبر 2024
مصلح الخديدي
مصلح الخديدي

أيها اللئيمُ سوف أتغير



يقال أن الكرام يملكهم المعروف ويثمر عندهم أضعافاً مضاعفة ، هم النبلاء في أخلاقهم ، الأسخياء بأموالهم ، الوافون مع أصحابهم ، العاشقون لمكارم الأخلاق ، والكارهون لمساوئها..

أما اللئام هم أهل الدناءة والغدر ، ومصدر الخسة والنذالة ، يضيع عندهم الحق والمعروف كالأرض الصبخه لا نبتاً أخرجت ولا ماءً حفظت .
يقول أحد الشعراء :
الأجواد وإن قاربتَهم ما تملّهمْ ..
والأنذال وإن قاربتها عفْتَ ما بها.

والأجواد مثل العدّ من ورده أرتوى ..
والأنذال لا تسقي ولا ينسقي بها.

فاللئيم إذا حاصرته بمحاسن أخلاقك التي نشأت وتربيت عليها زاد تمرده وعلوه لأنه (.....) ، وإذا طلبت منه مراقبة الله زادت قسوته لأنه (.....) ، وإذا رجوته النخوة والعطاء زاد شحه لأنه (.....) ..
يقال إن أخر الطب ( العلاج ) الكي ..
إذاً لا بد أن تحاول وتجاهد نفسك الكريمة العزيزة الأبية وتغير الحال وإن كان محال لتظهر له القوة حتى يريك ضعفه ، وتريه الغنى حتى يريك فقره ، ولا بد أيضاً أن تعامله بما (لا تحب ) وتطوع نفسك وإن عصتك حتى تظفر منه بما (تحب )، لأنه من المستحيل أن يفهم غير هذا الأسلوب ولعلك قد تكن محبوباً عند غيره منهم على شاكلته ، وهذا ليس تخلياً عن مبادئك وأخلاقك ، وإنما إكتفاء ودرء لشرورهم وخستهم ، الذين لا يعرفون لغة الأخلاق العالية التي ستترجم عندهم بمعنى مختلف غير ما ترجوه وما تقصده لأنهم (.....) ..
فالله سبحانه وتعالى قد قال عن هذه الفئة:
( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) .
أما الفئة الأخرى من الناس وهم كثر ، أصحاب الفطر السليمة والأنفس السوية الزكية ، فإن أخلاقك الحسنة تجاههم تفعل سحرها فيهم ، وتؤثر فيهم الكلمة وتجذبهم مجرد إبتسامة عابرة ، ويغير انطباعهم موقفاً حسناً صدر منك إتجاههم .
ختاماً :
يقول المتنبي :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ..
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا .
بواسطة : مصلح الخديدي
 0  0  34.3K