اهالي العلا جبلو على حب التطوع
يحتفل العالم في يوم 5 ديسمبر من كل عام حددتها الأمم المتحدة منذ عام 1985. ، ويعتبر الهدف المعلن من هذا النشاط هو شكر المتطوعين على مجهوداتهم إضافةً إلى زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع. وينظَم هذا الحدث من قبل من المنظمات غير الحكومية بينها الصليب الأحمر، الكشافة وغيرها. كما يحظى بمساندة ودعم من متطوعي الأمم المتحدة وهو برنامج عالمي للسلام والتنمية ترعاه المنظمة الدولية.
اهالي العلا لم يكن التطوع جديد عليهم بل جبلوا عليه واصبح من تقاليدهم التي تربت عليها اجيالهم منذ فجر التاريخ ، فالتطوع احد اساسيات المجتمع والركائز التي جبلوا عليها وطبقوها وكتبوا قوانينه في مذكراتهم ودواوينهم واصبح يطبقه الصغير قبل الكبير. واصبح للتوع اهازيج وعبارات تحفيز يرددها الجميع لتثبيتها في انس الشباب ولإيضاح اهمية التطوع بالمجتمع اقتداء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير الناس انفعهم للناس) حتى اصبح التطوع يسير في دماء كل ابناء العلا مخلوط بالإيثار والتفاني والاخلاص ، من تلك الاهازيج مثلا قولهم : ( ربع تعاونوا ما ذلول) و (اربعة شالوا جمل والجمل ما شالهم) و( الناس بالناس والكل بالله) وغيرا الكثير ومن كثرة حبهم للتطوع وخدمت الأخرين وايثارهم الآخرين على انفسهم اضطروا احيانا الى محاولة كف الابناء على تقديم مصلحة الذات على مصلحة الآخرين وعمل اولويات لكل افعالهم فاضطروا لقول : ( الحمار السائب ينفع اهل الحارة) محاوله لكبح الشباب قليلا وتقديم المصالح الأسرية والشخصية قبل غيرها ووضعها الأمور في اولويات العمل .
ومن الأمثلة الرائعة لتوع ابناء العلا في مجتمعهم ما يلي:
في المواسم الزراعية كانوا يجتمعوا الشباب كمجموعات ويقسموا اوقاتهم في جداول معروفة لمساعدة الناس في حراثة الأرض لزراعة القمح لعدم وجود آلت حرث في ذلك الزمان وبعد الحرث يقوموا بالمساعدة في الزراعة وتوصل الماء للمنطقة وبعد ذلك ينتقلوا لمساعدة شخص آخر ، ويقوم الشباب في بناء بيت الزوجية لمن اراد الزواج ويجمعوا ملتزمات اقامة الفرح من فراش واواني وحطب وغيراها من ملتزمات الحفل من بيوت الحارة والقيام بإعداد الوليمة وخدمة المعازيم. وكذلك مساعدة الناس في الحصاد ونقل الاشياء الثقيلة . ويتجلى التطوع في ابها صورة في حالة نشوب حريق في اجد المنازل فالكل يجتمع رجال ونساء ويصطفوا من منبع العين الى البيت المحترق وينضموا انفسهم كفرق للإخلاء وفرق لتطفئه النار وكل العمليات الى ان تنتهي العملية بسلام. وهناك مثال مميز للتطوع وذلك عند سقوط سقف سرداب العين على العاملين، فإذا نادى المنادي يطلب الفزعة يهن كل سكان البلد كبيرا وصغيرا ذكورا واناث للمنطقة فبيداء الرجال الحفر (البقاير)، وهي حفر تكون فوق المنطقة المنكوبة لاختصار الوقت لإخراج المنكوبين حينما توم النساء بتحضير الأكل والشرب للمتطوعين العاملين وتحفيزهم في اغاني التشجيع والاهازيج للرفع من هممهم الا حين انتهاء المهمة بسلام.
وللنساء فرق خاصة للتطوع فهن يجتمعن قبل رمضان كل يوم في بيت لأعداد المكرونة الحلية والتي يطلقون عليها اسم (الشعرية) وهي مونة شهر رمضان المبارك ويجمعون مبالغ بسيطة لإعانة الأسر التي تنوي قضاء فريضة الحج لإعانتهم عي المصاريف والتكلفة وكذلك في مناسبات الولادة والافراح . وفي مواسم الزراعة يتساعدن في زراعة البصل خاصة وعند جني التمور في آخر موسم التمور في عملية تسمى( اللقط والجداد).
والامثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى فقد كلن المجتمع العلاوي مجتمع متعاون في كل الامور متآلف ومتخاوي (اخوي) ومنسجم حسب الظروف .
ومن تأثير حب الناس لخدمة الغير وتأصيل ذلك في اخلا قهم وطباعهم نلاحظ في عصرنا الحالي عدم وجود سيارات التاكسي في العلا وذلك لان المجتمع جبل على حب الخير والتطوع فنلاحظ وقوف اصحاب السيارات لإيصال المحتاجين بمجرد وقوفهم بالشارع وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج حتى دون طلب منه.