المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 5 مايو 2024

هل الجشع سمة التاجر السعودي؟

****أ.د. محمد حمد خليص الحربي

كثيرا ما يراودني هذا السؤال وهو: هل الجشع سمة التاجر السعودي؟ ولماذا لا تكون تجارتنا مبنية على اسس علمية صحيحة؟ ولماذا لا تتدخل الجهات الرسمية لتصحيح الأخطاء؟ وتثقيف التجار عن كيفية الكسب الحلال بالطرق السليمة. كما تعلمون جميعا وتعانون من تجارنا الجشعين في كل المجالات فالكل يعمل وكأنه تاجر البندقية الذي يستهدف دماء العملاء من مواطنين ومقيمين، فنرى الزيادة المستمرة بالأسعار وارتفاعها بشكل غير مقبول مما ينهك ميزانيات بعض الأسر ويجعلهم يتهاوو الواحد تلو الآخر تحت خط الفقر. فكل مؤسساتنا وشركاتنا تعمل على سلب الهللة تلو الأهرى من محفظة المواطن كيفما اتفق إلا من رحم الله. وحدث ولا حرج، فشركات الإتصالات وطرق تحايلها الكثيرة، يليها الكهرباء، ثم القنوات الفضائية التي تتعيش على الرسائل النصية لقاء التصويت او القمار المقنع من خلال البرامج الهابطة والتي لا تتبع منهج محدد وليس لها رسالة لا تثقيفية ولا تعليمية ولا حتى اخبارية, وانما هي تحايل بحت وابتزاز للمشاهد.

وحتى على مستوى صغار التجار فالكل منهم يسن انيابه ليمتص ولو القليل من دماء العملاء شاءوا ام أبو. وعلى سبيل المثال لا الحصر *فليلة البارحة وبعد طواف الإفاضة ذهبت لأكشاك الحلاقة الموجودة بجوار الحرم الشريف وهم كثر. وإذا بي ألاحظ المنادي يقول: ( هلق، هلق، فادي، فادي ) فتتبعت النداء وإذا بأسعارهم الحلاقة بالموس 30 ريال وبالماكينة 20ريال وغيرها قد يصل الى 50 ريال.. وبعد جلوسي على كرسي الحلاقة المتهاوي رأيت العجب العجاب ، فالمكان مجهز لأربع كراسي حلاقة، إلا انه يوجد عشرة جزارين واقصد حلاقين فما دفعني لنعتهم جزارين لأنهم غير مرخصين ولا يمتوا للمهنة بأية صلة مع اختفاء الرقابة، وكم ترى الدماء تسيل من رؤس العملاء لتجريف الشعر مع طبقة من جلدة الرأس. والأمر الأخر فتكلفة الحلاقة مبالغ فيها كثيرا. وهذا استغلال حاجة الحاج للحلاقة والتقصير، وعدم الفهم التام لمعنى التجارة الموسمية، فالموسم لا يعني رفع الأسعار وإنما هو كثرة العملاء ومن هنا يأتي الربح الحلال. وكم اتمنى على تجارنا الكرام مخافة الله اولا وأخيرا والوقوف بجانب المواطن بقبولهم بالربح البسيط بحيث لا يتجاوز 35% من تكلفة السلعة لا مضاعفة السعر أضعاف مضاعفة ووزن السلع بالموازين العادلة ليس بموازين الذهب والأحجار الكريمة التي تتحسس للجزء من الملي جرام، والتأسي بقوم سيدنا شعيب عليه السلام وعلى رسولنا وحبيبنا وسيدنا محمد الصلاة والسلام. وكم اتمنى على الجهات الرقابية تثقيف التجار ومراقبتهم بدقة ونصحهم لما يعود على الوطن الغالي بكل خير وتحل البركة على الجميع.. دمت يا وطني عزيزا كريما شامخا وتذكروا يا تجارنا الكريم ان الربح بالبيع الكثير ليس بمضاعفة القيمة... وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والسداد.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

بواسطة :
 0  0  9.8K