المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 19 أبريل 2024
ناصرمضحي الحربي
ناصرمضحي الحربي

عن ناصرمضحي الحربي

إعلامي صحافي -كاتب إجتماعي- دعم فني أنظمة إدارة المحتوى المستخدمة في بناء المواقع
مدير المتابعة والتدقيق في صحيفة غرب الإخبارية
محترف البرمجة بلغة php
صحفي سابق في جريدة البلاد/مجلة الشرق/ جريدة اليوم/ مجلة مزون الاماراتية
شاعر بعيد عن الأضواء

لغة المحادثة مع الآخرين

عند انطلاق مكوك الفضاء، فإنه يستهلك تسعين بالمائة من وقوده فى الدقائق القليلة الأولى للخروج من مجال الجاذبية الأرضية، وبعدئذ يقل استهلاك الوقود بشكل بالغ.
وبالنسبة للعديد من الأشخاص فإن البدء فى محادثة هو الجزء الأصعب فى عملية التواصل، فهو يستهلك تقريبا 90 % من طاقتنا للبدء فى عملية التواصل:
• لا نعرف كيف نبدأ التفاعل.
• لا نعرف ما نقوله فى البداية.
• لا نعرف ما إذا كان الطرف الآخر يرغب فى التحدّث إلينا أم لا.
• لا نعرف كيف نتعامل مع شخص معين.
ولكن بمجرد ان تبدا المحادثة، يكون الإبقاء على قوة الدفع أسهل من جعلها تتحرك فى أول الأمر.
تبدأ المحادثة الفعّالة قبل نطق الكلمة الأولى؛ حيث ينطلق الطرفان فى حوارغير واع فى عقليهما حول إمكانية تواصل كل منهما مع الطرف الآخر،
فيقوم كل منهما بقراءة لغة جسد الطرف الاخر وتعبيرات وجهه، ويفسر تلك الإشارات؛ لتحديد فرص النجاح فى التعامل معه، فإذا افترضنا أنْ تلك الإشارات كانت إيجابية، فإنه يستمر فى المحادثة، ويقيس باستمرار ردود أفعاله، أما إذا قرر أن إشاراته سلبية، فإنه يفترض أنه لن يكون مهتمًا.
ولكن غالباً ما تكون تلك الافتراضات غير صحيحة، ومن المهم أن نفصل بين ما نلاحظه وبين تفسيرنا لتلك الملاحظات.
عندما كنت أدير إحدى الندوات النقاشية ، لاحظت وجود مشارك كبير السن فى الصف الأمامى، وكان يبدو عليه بوضوح عدم الاهتمام فقد كان يتنهّد بصوت عال أثناء ا لمحاضرة ، ويدور بعينيه فى بعض الأحيان، ولا ينظر نحوى، وكانت لغة جسده وتعبيرات وجهه توضح أنه يفضّل أن يكون فى أى مكان آخر على أن يكون فى مكان انعقاد تلك الندوة، واعتقدت أنه قد أجبر على الحضور من قبل مديره.
ولكن فى نهاية المحاضرة، اقترب منى وأمسك بيدى، وقال لى – دون أن تظهَر أى تعبيرات على وجهه: "شكرا لك، لقد كانت تلك الندوة من أفضل الندوات التى حضرتها، لقد غيرت مفهومى عن الحياة".
كنت أعتقد أنه يمازحنى، ولكنه استطرد قائلا: "أنا مسئول عن قسم المحاسبة فى كل فروع شركتى حول العالم، وسوف أستدعى خمسة وأربعين محاسبا إلى مدينة ".... "؛ لحضور مؤتمريمتدّ لشهرين، فهل ترغب فى أن تلقى هذه المحاضرة عليهم؟"
وحتى ذلك الوقت، كنت قد تعلمت ألا أجزم بصحة افتراضاتى، فإذا شبك أحد الأشخاص بين ذراعيه، فإننى أفترض أنه منغلق، وغيرمتفاعل، ولكن فى بعض الأحيان يكون لديه إحساس بالبرد فقط.!
ولهذا طريقتان للبدء فى محادثة وهما:
1/ الانتظار حتى يتحدّث معك شخص ما.
2/ أن تتحدث انت معه.
والأسلوب الأول هو الأشهر بالنسبة للأشخاه الانطوائيين، فإنهم لايرغبون تحمل مخاطرة الرفض او أن يبدوا كحمقى؛ لذا فهم ينتظرون معهم أحد الأشخاص، فإذا أخذ الشخص الآخرا المبادرة، حتى يتحدث فإن الشخص الانطوائى يفترض أنه وجد به ما يجعله يبدأ محادثة معه، ولكن هذا الأسلوب تكتنفه بعض المشاكل وهى:
• إذا لم يقترب منه أحد الأشخاص، فإن هذا يعزز شعوره بعدم الكفاءة.
• يجعل تركيزه منصبًا على نفسه بدلا من أن يكون منصبا على الشخص الآخر.
• لا يمكنه التحكم فى النتائج.
•يجعل عملية المحادثة ككل الماً محتمل الوقوع.
أما الأسلوب الثانى الأشهر بالنسبة للأشخاص فهو الانبساطيين، فإنهم لا يكون لديهم مثل هذا الاهتمام بالطريقة التى يراهم بها الآخرون؛ ولهذا سرعان ما يتحدثون مع الأشخاص الآخرين، ويعتقدون أنهم يشعرون بالراحة عند إجراء المحادثة مثلهم تماما، وعندما يتعلق الأمر ببدء المحادثة، فهذا يعد أسلوباً فعّالاً.
وربما يجد الأشخاص الهادئون أنّ الأسلوب الثانى أكثر تهديداً؛ ولذا فإنهم لا يفكرون به، ولكن الألم الذى يشعرون به عادة ما يكون نتيجة أنهم يفترضون بعض الافتراضات.
 0  0  14.1K