يكفيك ياروحي عودي
العاقل الذي يوفقه الله بعد تقدمه في العمر هو الذي كلما تقدم به العمر اكتشف أنه بحاجه الى التصالح مع الله ، والاستعداد للقدوم الى الدار الآخرة ...
لذا تجده ليس لديه رغبة في الصدامات أو المشاحنات أو التفكير في الانتقام أو الانشغال بالردود على هذا وذاك ..
يكتشف أنه أحوج مايكون الى الهدوء والبحث عن الذات ..
لا يبحث إلا عن طاعة ربه وصحة جيدة ، وعلاقات هادئة بعيدة عن الاستفزازات والمهاترات ..
يحاول ان يحفظ مابقي من علاقة رحم اتسعت هوة اختلافها ، وأن يستبقي ود صحبة بدأت تنحل عراها .. ويتطلع الى أناس قلوبهم بيضاء ونياتهم صافية يلتقي بهم بين الفينة والفينة، يعرفون معنى الحب في الله ، ويقدسون الرحم التي أمر الله بها أن توصل ، ويقدرون الصداقة التي جاء الشرع باحترامها...
حقيقة أن أعظم أماني العقلاء الذين يخشون الله ويرجون الاخرة ويخافون تقلبات الدهر أن يحصلوا على حياة هادئه بقية العمر.. بعيدة عن وحل الخلافات والأحقاد !!!
حقا وصدقا ما أقصر الحياة وما أسرع ماتنقضي ..
نعم .. لن يجد الراحة من لاهم له إلا الرد على هذا ، والانتقام من ذاك ، والتصادم مع هؤلاء، والمقاطعة لأولئك، حقا لاراحة لحسود ولاتوفيق لملول ولاسعادة لقاطع ..
بعد هذه العمر أيقنت ان التغافل والتغاضي والتسامح أساس الراحة والسعادة ...
ختاماً :
اللهم اهدنا لأحسن الاخلاق، وارزقنا الهدوء وسلامة الصدر، واغفر لنا ولأهلينا ومن له حق علينا، ولاتجعل في قلوبنا غلا لأهلينا خاصة ولا لأحبابنا و لا للذين آمنوا عامة .