كيف ترى العالم في عيد ميلادك؟
لا تحتاج لعدسةٍ مكبرة و لا لبرجٍ عاجي و لا لشرفة بعيدة لتتأمل هذا العالم من حولك ، كل ما تحتاجه في يوم ميلادك ابتسامة عريضة و أنت تتذكر ملابسك الضيقة و عربدتك في الحارة و شقاوتك الأولى و لو كان قدرك أن تعيش طفولتك في قرية ذات عمق تاريخي لن تشعر بدفء وجودك إلا عندما تستنشق رائحة الطين في لهفة العيال الذين تصهل أقدامهم بالركض واللعب وهم حفاة !
القرية التي مازالتْ تسكنني كانتْ جميلةً بمقدار الغيابِ الذي فرض نفسه على حياتي بعدما تناولتني المدن الفارهة ، فكلما سافرتُ أو انتقلتُ من مكان لآخر بحسب عملي أو الدعوات أو الأماسي الشعرية أو الندوات أجدني متغيراً وسرعان ما أعود لذاتي لكن اللحظات الجميلة تذوب كطعة سُكرٍ بفنجان الوقت ، ولا شيء أجمل من ذاكرة القرية حيثُ الخطوات تترنم و الوجوه تشهق من الفرح و الآمال تغفو بسلامٍ على صدور الأمهات ؛ فهل تشفع لنا الذكريات أخطاءنا القاتلة في جبروت المدينة؟!!
الذي عاش نزراً يسيراً من عمره في الأحساء ليس كمن قضى طفولته وهو يسمو بهيبة النخيل و يتمطى بعبقرية الظلال الهادئة في زحمة العصافير التي تتأبط ذعر المسافات و تهزم الرحيل بالأغاني ، كلما رأيتُ مهداً يتمايل أمامي أستسلم لفكرة أن الحقيقة تموت في مهدها إذا لم تتقمص شخصياً عظيمة لتُمارس دورها في الحياة كذلك المهد هو قبرنا الأبدي لأننا لا نستسلم إلا فيه ؛ ماذا لو تمردنا قليلاً و أجهضنا فكرة المهد لنضع أطفالنا في عُش أو في زورق صغير أو في لوحٍ على الماء أو سرير قماشي مُعلّق بالشجر؟ الأفكار تؤثر على وجودنا ولو غيرنا من نمط حياتنا سوف نقلبُ حقيقتنا رأساً على عقب ؛ ولكن : هل ذكرى عيد الميلاد تحتمل كل هذه الأفكار الصادمة؟ أم نتخفف من وطأةِ الأفكار و نتجه صوب الموسيقى حيث الهدوء فقط ؟ مشكلتي لا أعرف سبيلاً للهدوء إلا ظاهرياً و أما في داخلي ثورةٌ طاحنة من الطموح و الجنون و التحولات ووووووووو
من لا يتكهن بمستقبله لن يحس بوجوده ، ثمة أفكارٌ متلاطمة تهيم بك ، فاكبح جماح المدى من حولك و اقبض على جمر الحقيقة كي تتضوعَ آلامك مِسكاً وعنبراً كلمت أدركتَ معناك ؛ أليس كذلك؟
يقول أفلاطون : " الحياة أمل، فمن فقد الأمل فقد الحياة" مادام الأمل مسيطراً عليك لا تدع خانة اليأس تكبر في معادلاتك المنطقية حيث الحياة تلويحة محبة و ليستْ مجرد أيقونة عبث تحكُّ رأسك بالمجهول .
أنتَ تراني كما أراك لكن ؛ هل ترى نفسك؟ هل جرّبتَ أن تكسر المرايا و تتلذذ بصورتك البِكر دون ملامح مزيفة؟ لو اقتربتَ من ا ل ط ف و ل ة ...........
لو كنتَ على يقين أن سنواتك الأولى هي ضفةٌ راسخة لانطلاقتك التي لن تجد مستقراً لها إلا عندما تؤمن بأنك جزء من الحقيقة و لن تكتمل إلا بالآخرين و مجرد إحساسك بالكمال في ظل أصدقائك و أحبابك و المقربين حينها سوف تكون أنت ، فهم ضفتك الأخرى .
عيد ميلادك هو ثمرةٌ كونية قطفها الجمال بيد الحُب ، فامتلأ الحنين بك حيث أهازيج أمك و بهجة والدك و أيادي الأهالي لاستقبالك ؛ ماذا لو استقبتك الملائكة؟ جرّب أن تكون ملائكيا كما جرّبتَ أن تتغنى بملامحك الندية بعدما كسرت المرايا التائهة وهي تُراقب شيخوختك !
ثمة طفولةٌ أبدية تضج بالبركة حينما تشعر بها و أنت في قمة عطائك ستكون قامةً بارزة بمجتمعك و يُشار لك بالبنان إذا أشرقتْ عيناك و أنت شامخٌ و متواضع و مُبادر و تُؤثر بإنسانيتك كي تفتح دروازةَ السعادة على مصراعيها .... شاهد كي تتبختر ذكرياتك في موكب طفوليِّ تحفه الدعوات حينها ستجلس طولاً على كرسيِّ الكرامة لن تُزاحمك إلا الحرية بمناكبها العريضة تُشاكسك لحظة التجلي و التفكر بأزمنتك القديمة التي مرّت من هنا .
كتبتها في عيد ميلادي وميلادك
الليلة تكبر ملامحي و مطامحي
القرية التي مازالتْ تسكنني كانتْ جميلةً بمقدار الغيابِ الذي فرض نفسه على حياتي بعدما تناولتني المدن الفارهة ، فكلما سافرتُ أو انتقلتُ من مكان لآخر بحسب عملي أو الدعوات أو الأماسي الشعرية أو الندوات أجدني متغيراً وسرعان ما أعود لذاتي لكن اللحظات الجميلة تذوب كطعة سُكرٍ بفنجان الوقت ، ولا شيء أجمل من ذاكرة القرية حيثُ الخطوات تترنم و الوجوه تشهق من الفرح و الآمال تغفو بسلامٍ على صدور الأمهات ؛ فهل تشفع لنا الذكريات أخطاءنا القاتلة في جبروت المدينة؟!!
الذي عاش نزراً يسيراً من عمره في الأحساء ليس كمن قضى طفولته وهو يسمو بهيبة النخيل و يتمطى بعبقرية الظلال الهادئة في زحمة العصافير التي تتأبط ذعر المسافات و تهزم الرحيل بالأغاني ، كلما رأيتُ مهداً يتمايل أمامي أستسلم لفكرة أن الحقيقة تموت في مهدها إذا لم تتقمص شخصياً عظيمة لتُمارس دورها في الحياة كذلك المهد هو قبرنا الأبدي لأننا لا نستسلم إلا فيه ؛ ماذا لو تمردنا قليلاً و أجهضنا فكرة المهد لنضع أطفالنا في عُش أو في زورق صغير أو في لوحٍ على الماء أو سرير قماشي مُعلّق بالشجر؟ الأفكار تؤثر على وجودنا ولو غيرنا من نمط حياتنا سوف نقلبُ حقيقتنا رأساً على عقب ؛ ولكن : هل ذكرى عيد الميلاد تحتمل كل هذه الأفكار الصادمة؟ أم نتخفف من وطأةِ الأفكار و نتجه صوب الموسيقى حيث الهدوء فقط ؟ مشكلتي لا أعرف سبيلاً للهدوء إلا ظاهرياً و أما في داخلي ثورةٌ طاحنة من الطموح و الجنون و التحولات ووووووووو
من لا يتكهن بمستقبله لن يحس بوجوده ، ثمة أفكارٌ متلاطمة تهيم بك ، فاكبح جماح المدى من حولك و اقبض على جمر الحقيقة كي تتضوعَ آلامك مِسكاً وعنبراً كلمت أدركتَ معناك ؛ أليس كذلك؟
يقول أفلاطون : " الحياة أمل، فمن فقد الأمل فقد الحياة" مادام الأمل مسيطراً عليك لا تدع خانة اليأس تكبر في معادلاتك المنطقية حيث الحياة تلويحة محبة و ليستْ مجرد أيقونة عبث تحكُّ رأسك بالمجهول .
أنتَ تراني كما أراك لكن ؛ هل ترى نفسك؟ هل جرّبتَ أن تكسر المرايا و تتلذذ بصورتك البِكر دون ملامح مزيفة؟ لو اقتربتَ من ا ل ط ف و ل ة ...........
لو كنتَ على يقين أن سنواتك الأولى هي ضفةٌ راسخة لانطلاقتك التي لن تجد مستقراً لها إلا عندما تؤمن بأنك جزء من الحقيقة و لن تكتمل إلا بالآخرين و مجرد إحساسك بالكمال في ظل أصدقائك و أحبابك و المقربين حينها سوف تكون أنت ، فهم ضفتك الأخرى .
عيد ميلادك هو ثمرةٌ كونية قطفها الجمال بيد الحُب ، فامتلأ الحنين بك حيث أهازيج أمك و بهجة والدك و أيادي الأهالي لاستقبالك ؛ ماذا لو استقبتك الملائكة؟ جرّب أن تكون ملائكيا كما جرّبتَ أن تتغنى بملامحك الندية بعدما كسرت المرايا التائهة وهي تُراقب شيخوختك !
ثمة طفولةٌ أبدية تضج بالبركة حينما تشعر بها و أنت في قمة عطائك ستكون قامةً بارزة بمجتمعك و يُشار لك بالبنان إذا أشرقتْ عيناك و أنت شامخٌ و متواضع و مُبادر و تُؤثر بإنسانيتك كي تفتح دروازةَ السعادة على مصراعيها .... شاهد كي تتبختر ذكرياتك في موكب طفوليِّ تحفه الدعوات حينها ستجلس طولاً على كرسيِّ الكرامة لن تُزاحمك إلا الحرية بمناكبها العريضة تُشاكسك لحظة التجلي و التفكر بأزمنتك القديمة التي مرّت من هنا .
كتبتها في عيد ميلادي وميلادك
الليلة تكبر ملامحي و مطامحي