المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024

تلاحم وريادة اقتصادية .. ودور فاعل في معالجة كافة القضايا الدولية

بقلم:محمد شديد حمد المطيري:

نحتفل باليوم الوطني لتوحيد مملكتنا العزيزة في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام. وهو يوم صدور مرسوم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله"في العام1351هـ/ 1932م. والذي أثمرت عنه هذه الملحمة عن أعظم وحدة شهدها التاريخ الحديث إعجازاً وإنجازاً كما وصفها المؤرخون.بعد أن كانت الجزيرة العربية تعيش حالة من الفوضى والرعب وانعدام الأمن وتشتت سكانها وتناحرهم، وانتشار الحروب بينهم. كما كان الثالوث الخطير الفقر والجهل والمرض يفتك بهم. واضعاً نصب عينيه مستقبل هذا الوطن ومواطنيه، لينعموا بحياة كريمة يتوفر فيها أفضل وسائل وسبل العيش الكريم للمواطن تعليمياً وصحياً واجتماعياً. استطاع موحد هذه البلاد أن يبني دولة عصرية بأحدث المواصفات والمقاييس وأن يرسي دعائم قوية وصلبة لمؤسسات المجتمع المدني في بلادنا الحبيبة، وجعل المواطن محل اهتمامه ومحور التنمية وهدفها الأساس في جميع خطط الدولة منذ عهده رحمه الله، وتابع المسيرة من بعده أبناؤه البررة من الملوك والأمراء، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله-، في هذا العهد الزاهر، الذي يشهد نهضة تنموية كبيرة في جميع مجالات الحياة ونواحيها المختلفة. واليوم والمملكة تحتفي حكومةً وشعباً بذكرى توحيد وإعلان قيام المملكة في عيدها الـ 84 أريد أن أتحدث عن بعض من الإنجازات الكثيرة والضخمة التي تتحدث عن نفسها، فالشعب السعودي بكل فئاته وقطاعاته أن يعتز ويفتخر ويسعد كثيراً بأن بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية من أهم بلدان العالم ثقلاً وتأثيراً ومكانة في كافة المجالات والنواحي الاقتصادية والسياسية والدينية؛ فاقتصادها هو أقوى اقتصاد في المنطقة العربية، وهى أكبر مصدر للبترول في العالم. ولها موقع إستراتيجي بين البحر الأحمر والخليج العربي، إضافة إلى أن وجود أهم مقدسات المسلمين على أراضيها في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة جعلتها قبلة للمسلمين ومركزاً حيوياً للعالمين الإسلامي والعربي. لقد شكل دخول المملكة العربية السعودية إلى مجموعة العشرين الدولية التي تضم أقوى 20 اقتصاداً حول العالم زيادة في الدور المؤثر الذي تقوم به المملكة في الاقتصاد العالمي، كونها بلداً قائماً على قاعدة اقتصادية - صناعية صلبة. وكان لنجاح قيادة المملكة في توجيه ودعم سياستنا الاقتصادية وقطاع الأعمال السعودي، أبلغ الاثر في جعل المملكة دولة فاعلة في رسم سياسة الاقتصاد العالمي، وقبلة آمنة للاستثمارات من مختلف دول العالم. وتأكيداً لمكانة المملكة العربية السعودية وثقلها المؤثر على الاقتصاد العالمي ولمواقفها المعتدلة وقراراتها الاقتصادية الرشيدة التي تبنتها خلال سنوات التنمية الشاملة، إضافة إلى النمو المتوازن للنظام المصرفي السعودي، مما جعل المملكة تشارك في قمم مجموعة العشرين الاقتصادية لما لها من التزام ودور فاعل وإيجابي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي، وفي صياغة نظام اقتصادي عالمي يحقق نمواً اقتصاديا عالميا متوازناً ومستداماً يحافظ على مصالح جميع الدول والشعوب المتقدمة والنامية. كماتلعب المملكة دوراً أساسياً في استقرار السوق البترولية آخذة في الاعتبار مصالح الدول المنتجة والمستهلكة،وتحملت من أجلهاالكثير من التضحيات. في مجالات التصدي لظاهرة الإرهاب تُعد تجربة المملكة العربية السعودية رائدة تحظى بتقدير محلي ودولي نظراً لنجاعتها ومعالجاتها الناجحة عبر جهود كبيرة مبنية على أسس علمية عميقة وخبرات متراكمة باتت أنموذجاً يحتذىبه إقليمياً وعالمياً، بعد أن طالتها هذه الظاهرة وعانت من هجمات إرهابية وعملت منذ زمن طويل على مقاومة هذه الآفة الخطيرة التي تعددت في أشكالها وصورها ما بين اختطاف وتفجيرات وهجمات انتحارية. فجهود المملكة في التصدي للإرهاب كبيرة وكثيرة ولا يمكن حصرها في مقال؛ فتحصين الحدود وإحكام الرقابة عليها لمنع التسلل والتهريب حيث أن معظم القوى البشرية والأسلحة والمتفجرات التي ضبطت بحوزة المجموعات الإرهابية قد دخلت المملكة عن طريق التهريب من بعض الدول. وإشراك المواطن في محاربة الإرهاب، وتكريم شهداء الحق والواجب الوطني والمصابين، والتحصين الفكري للمجتمع، السياسة الإعلامية الشفافة، ملاحقة خلايا الإرهاب، لجان المناصحة وبرنامج الرعاية اللاحقة بتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية والتواصل مع عوائل وذوي من أطلق سراحهم، كلها تصب في تميز المملكة في مكافحة الإرهاب. في مجال التعليم حققت المملكة منذ تأسيس نظامه في العام 1344هـ، إنجازات كبيرة تعد بحق محل فخرواعتزاز كل مواطن سعودي، منها توفير التعليم المجاني للجميع، ونشره في جميع أنحاء الوطن، ارتفاع نسبة الملتحقين بالمراحل الابتدائية إلى 99% من الفئة المستهدفة، تحقيق المساواة بين الجنسين في فرص التعليم المتاحة، وانخفاض نسبة الأمية بين الرجال والنساء. صاحب ذلك تطوير في المناهج، وتبنِّيَ سياسات التقويم التي ترتكز على الكفاية الأساسية. ويأتي تدشين خادم الحرمين الشريفين برنامج الابتعاث الخارجي تحت إشراف وزارة التعليم العالي حرصاً منه على سد الاحتياج الوطني من الكوادر المتخصصة، وإسهاماً في إعداد الموارد البشرية الوطنية المتخصصة والمعدة إعداداً مميزاً في أبرز الجامعات الأجنبية، يستوعب هذا البرنامج آلاف الخريجين من المرحلة الثانوية والجامعية للدراسة في الخارج في تخصصات متنوعة تتفق والاحتياج الوطني والتوجهات الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية لسوق العمل. تمر الذكرى "الـ 84" لليوم الوطني للمملكة، ومشاعر السعادة والاعتزاز والفخر أقوى في نفوس أبناء هذا الوطن الغالي، مبعثه التلاحم الكبير بين الشعب وقيادته الحكيمة، نتبادل فيه الحب والإجلال بين قيادة رشيدة وشعب وفيّ رفع راية التوحيد خفاقة بكل فخر في سماء المملكة، ولا يستغرب على أبناء هذا الوطن الأبي قيم الوفاء والنبل والتمسك بالشيم والقيم الأصيلة، والالتفاف حول القيادة الرشيدة التي عرف بها في مختلف الظروف، ومملكتنا قد أصبحت مثلاً يحتذى ونبراساً يقتدى في التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية. إننا ونحن نحتفل بهذه الملحمة العظيمة وتضحيات الرجال لنعبر عما يلج في صدورنا نحن أبناء هذا الشعب من كل مظاهر المحبة والتقدير والوفاء لهذه الأرض المباركة الطاهرة المباركة، ولمن كان لهم الفضل ـ بعد الله تعالى ـ فيما تنعم به بلادنا من رفاهية واستقرار. مؤكدين لكل العالم التفافنا حول قيادة خادم الحرمين الشريفين، وشاكرين المولى ـ جلت قدرته وعظم ثناؤه على ما نعيشه من عيش رغيد وأمن واستقرار وهدوء وطمأنينة وتنمية مستمرة وراحة بال .سائلين الله تعالى أن يحفظ لنا هذا الوطن المعطاء الذي أنعم علينا بالانتماء إليه.

بواسطة :
 0  0  13.4K