أنا لستُ صغيراً
هو طفلٌ صغير ... يحتاج الحب ..العطاء ... و الكثير والكثير ... هل تعلم أيها الصغير ... أنك ضحية حرب وبلاء ... ؟
دعني أقف مع نفسي قليلاً ... و اقترب منك و أهمس للرجل العملاق بداخلك ...
يا صغيري كم أنت عظيم لأنك فجأه وبدون سابق إنذار كبرت و أصبحت تتحمل المسؤولية ...!
لله درك أيها الطفل ... ما أقواك... وماأسعدك...!
حقاً هي قمة الثقة بالنفس .. أن تتجاهل و بصمت و عزم كل ما يستحقه الأطفال أمثالك من رعاية و احتواء و حقوق مادية و فكرية و صحية و اجتماعية .
يا صغيري ...
و بعد أن عصفت بك السنون و تقمصت دور الرجل
سؤالي لك هل تتمنى العودة إلى حياة البراءةِ والنقاء ؟؟
تردد الطفل الصغير ولكنه قال : أنا لستُ طفلاً صغيراً بل رجلاً كبيراً مكافحاً ، لم أعد أعيش حياة الطفولة - وهذا ماجنته الحروب - هكذا هو يومي أبحث عن عمل وعن لقمة العيش لأمي وأخوتي بعد استشهاد أبي.
فرك الطفل عينيه أثناء الحديث حيث كانت مجهدة لعدم قدرته على النوم ، حيث يعمل في ورشة على فترتين متتاليتين ولم يعد يملك من طفولته سوى استراحة بسيطة ينالها بعد الجهد والعناء ليعود ويكمل عمله .
وقال أثناء ذلك كنت أحلم بإكمال دراستي و أجبرتني الظروف على تركها ؛ لأقف بجانب أمي وأساعدها في تحمل مشاق الحياة .
نعم الحرب سلبت من الأطفال طفولتهم ، والأمل كبير في استعادة تلك الروح البريئة قبل فوات الأوان وقبل أن يتمرد الرجل الذي يكبر داخل تلك الأرواح النقية .
هذه هي صورة الطفل المكافح الذي ينقذ أسرته من الجوع ..
حقاً هي قمة الثقة بالنفس حين قال:أنا لست صغيراً .